وارسو - أ ف ب، يو بي أي - بدأت أمس في ساحة بيلسودسكي قرب الوسط القديم للعاصمة البولندية وارسو مراسم تكريم 96 شخصاً قتلوا في تحطم الطائرة الرئاسية، بمن فيهم الرئيس ليخ كاتشينسكي وزوجته ماريا، وقادة هيئة أركان الجيش وشخصيات من المقاومة ومناضلين ضد الشيوعية ونواب ووزراء ورجال دين ورئيس اللجنة الأولمبية ورئيس المصرف المركزي وشخصيات عامة ومترجمون ورجال أمن ومضيفات جويات. وقرأ عشرات الآلاف من البولنديين مقاطع من إنجيل يوحنا. وأطلقت صفارات الإنذار وقرعت أجراس الكنائس في بولندا عند الساعة 8.56 بالتوقيت المحلي (6.65 بتوقيت غرينتش) وهو الوقت الذي سقطت فيه السبت الماضي الطائرة في سمولينسك غرب روسيا. ويأتي هذا التجمع بينما يبدو أن شلل حركة النقل الجوي بسبب السحابة البركانية يمكن أن يمنع قادة أجانب من حضور جنازة الرئيس اليوم. وأُعدت ترتيبات لاستقبال حتى مليون شخص في الساحة. وأقيمت ظهراً قرب قبر الجندي المجهول مراسم مخصصة لكل من هؤلاء الضحايا الذين كانوا متوجهين إلى غابة كاتين لإحياء ذكرى 22 ألف جندي بولندي معظمهم من الاحتياط قتلوا بأمر من الزعيم السوفياتي جوزف ستالين عام 1940. وفي الساحة التي تغمرها أشعة الشمس نصب مذبح في المكان الذي أقام فيه البابا يوحنا بولس الثاني قداسه التاريخي خلال أول زيارة له إلى بولندا الشيوعية عام 1979. وقد وضع صليب أبيض صغير وبسيط على لوحة سوداء تحمل صور ضحايا الكارثة. وأغلقت منطقة كبيرة من وسط العاصمة أمام حركة السير. ومنذ الصباح تدفق البولنديون من أنحاء البلاد بعضهم بأزيائهم التقليدية الجبلية أو ملابس نبلاء القرن السابع عشر أو بزات العمل، بينما اعتمر التلامذة قبعات تحمل أرقام مدارسهم. وتشهد البلاد حركة تضامن على غرار تلك التي تلت وقوع الكارثة. وقد خصصت قطارات أعدتها الشركة الوطنية لسكك الحديد للقادمين إلى وارسو، واستأجرت جامعات بعضها. ويفترض أن تستغرق مراسم الجنازة اليوم والتي سيقام خلالها قداس، أربع ساعات في ساحة بيلسودسكي المكان الاعتيادي للتجمعات. وسينقل جثمانا الرئيس وزوجته اللذان سجّيا في كاتدرائية سانت جون، إلى كراكوفيا ليواريا الثرى. إصرار أوباما إلى ذلك، أكدت ناطقة باسم فريق الرئيس الأميركي باراك أوباما أنه لا يزال مصمماً على السفر إلى بولندا للمشاركة في تشييع الرئيس كاتشينسكي المقرر اليوم. ونقلت الإذاعة الهولندية أمس هذا الموقف عن كاثرين ماكورميك ليليفيلد. ويخطط أوباما لقضاء ثلاث ساعات ونصف ساعة في بولندا للمشاركة في الجنازة، ولن ترافقه زوجته ميشيل.