تحيي سورية الذكرى الرابعة والستين لعيد الاستقلال عن الانتداب الفرنسي الذي يصادف اليوم، بطريقة غير تقليدية شملت تدشين مشاريع اقتصادية وخدمية واستخدام وسائل اعلام عصرية لإحياء هذه المناسبة، اضافة الى محاضرات ثقافية تؤكد «جذوة المقاومة» و«ترابط الماضي بالحاضر». وقالت المستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية السورية الدكتورة بثينة شعبان في محاضرة ألقتها في «مهرجان المجاهد صالح العلي» في منطقة الشيخ بدر في طرطوس الساحلية اول من امس ان «المعادلة أصبحت واضحة ومكشوفة للعالم برمته، اذ استطاعت المقاومة في لبنان عام 2006 وفي غزة عامي 2008 و2009 والموقف المقاوم الذي اتخذته سورية ورفضها الاستسلام أو الانصياع أو التخلي عن أي ذرة من التراب أو حق من الحقوق، أن تغيّر المعادلة الدولية بالنسبة الى الكيان الصهيوني». وزادت: «المنطقة برمتها تسير باتجاه الرؤية المقاومة وباتجاه انتزاع الحق من خلال المقاومة، سواء كانت ديبلوماسية أم ثقافية أم عسكرية أو بأي شكل آخر»، مشيرة الى ان «التحولات الإقليمية والدولية لصالح الرؤية السورية واستعادة الحقوق العربية وتبشر بمستقبل مشرق للعرب وللمنطقة برمتها». وفي «عيد الجلاء»، وضع رئيس الوزراء محمد ناجي عطري حجر الاساس لستة مشاريع تنموية وخدمية وسكنية في دمشق وريفها بكلفة إجمالية تقدر بنحو 12.8 بليون ليرة سورية (الدولار يساوي نحو 46 ليرة). كما جرى امس برعاية الرئيس بشار الأسد تدشين «صرح الثورة السورية الكبرى» الذي يضم رفات قائدها العام سلطان باشا الأطرش، وذلك في مسقط رأسه في بلدة القريا جنوب البلاد. وقال محافظ السويداء مالك علي ان هذا الصرح الذي بدأ العمل به عام 1987 «تكريم لقيم الشهادة والشهداء ومعاني الجهاد والمجاهدين على امتداد ساحة الوطن». وأشار ثائر حفيد سلطان باشا ان الثورة السورية «جسدت الوحدة الوطنية في أبهى صورها من خلال شعارها الشهير: الدين لله والوطن للجميع، والذي اعتبره قائدها العام سلطان باشا الأطرش نهج حياة، وكان له الدور الكبير في توحيد صفوف الثوار السوريين بكل فئاتهم وأطيافهم في مقاومة الاستعمار الفرنسي». وكتبت صحيفة «البعث» الناطقة باسم الحزب الحاكم في سورية امس ان «المسيرة مستمرة حتى تحرير كل ذرة من التراب العربي». وجاء في بيان صدر عن القيادة القطرية للحزب نشر امس ان «الامن القومي العربي لا يمكن تجزئته، وهو منطلق من شعبنا لفهم ما يواجه السودان وفلسطين والعراق والصومال هذه الايام، الأمر الذي يدعونا الى تحقيق التضامن القومي وانجاز مهمات المواجهة الشاملة دفاعاً عن وجود الامة وهويتها وقرارها السياسي المستقل». كما جرت سلسلة من النشاطات الاهلية تضمنت قيام شباب ومهتمين بزيارة بلدة ميسلون حيث جرت المواجهة بين وزير الحربية السورية يوسف العظمة والقوات الفرنسية بقيادة غوابيه غورو ادت الى استشهاد العظمة في 24 تموز (يوليو) عام 1920. ومن المقرر ان يقوم آلاف السوريين بزيارة مدينة القنيطرة المحررة في الجولان السوري، لتفقد بيوتهم التي دمرتها القوات الاسرائيلية قبل خروجها بعد حرب تشرين الاول (اكتوبر) عام 1973. والجديد ايضا في احتفالات العام الحالي، قيام عدد من الشباب بوضع علم سورية بدلا من صورهم في المواقع الالكترونية للتعارف الاجتماعية وتبادل التهاني عبر الهواتف النقالة والبريد الالكتروني. وكتب المؤرخ سامي مبيض الى اصدقائه: «جلاء مبارك. الماضي والحاضر والمستقبل في ايدينا. بارك الله سورية». ومن المقرر ان يطلق الفنان السوري مصطفى الخاني اليوم اغنية «لعيونك يا شام»، مستفيداً من شهرته الواسعة بشخصية «النمس» في مسلسل «باب الحارة» الدرامي. وقدمت مواقع الكترونية اخبارية مقتطفات تاريخية من مراسم الاحتفال الاول في 17 نيسان (ابريل) عام 1946، عندما «أفاقت دمشق مبكرة جداً لتستقبل العيد الوطني عيد الجلاء والانعتاق» من الانتداب الفرنسي.