عززت السلطات في أوروبا والعالم جاهزيتها الأمنية مع تزايد المخاوف من تهديدات «جدّية» باحتمال شن هجمات إرهابية ضد المحتفلين في الساحات العامة الشهيرة بليلة رأس السنة، بعدما شهد عام 2015 اعتداءات دموية في دول على رأسها فرنسا التي ضربها الإرهاب مرتين مطلع كانون الثاني (يناير) وفي 13 تشرين الثاني (نوفمبر)، وكذلك تركيا التي تعرضت ل3 هجمات كبيرة حصد آخرها في 10 تشرين الأول (أكتوبر) 103 قتلى. وغداة توقيف السلطات البلجيكية رجلين للاشتباه في تخطيطهما لاعتداءات في بروكسيل خلال فترة أعياد نهاية السنة، كشف محققون عن أنهم يرصدون مجموعة من «الدرّاجين الانتحاريين» من ضواحي المدينة في هذا الملف. وأوضحوا أن أحد المعتقلين اتهم بقيادة مجموعة إرهابية من سائقي الدراجات النارية، ويتحدر من اندرلشت. وأشارت صحيفة «لا درنيير أور»، إلى أن اسم المتهم مدرج في ملف مجموعة «الشريعة من أجل بلجيكا» الإسلامية الصغيرة، ودين سابقاً بتهمة سطو مسلح. وسيمثل الموقوفان اليوم أمام قاضٍ لتأكيد التهمة الموجهة إليهما أو نفيها، بينما سيُحدد التحقيق احتمال صلتهما بتنظيم «داعش». وعشية احتفالات رأس السنة اعتقلت الشرطة التركية مشبوهين في الانتماء إلى «داعش»، أعلنت أنهما «دخلا من سورية لشن هجوم انتحاري مزدوج يستهدف حشود محتفلين بليلة رأس السنة»، في موقعين هما مركز تجاري والثاني في شارع راقٍ بميدان كيزيلاي وسط أنقرة. وعثرت الشرطة في منزل الموقوفين على سترة متفجرات جاهزة للاستعمال وحقيبة ظهر مليئة متفجرات وكرات وقطع فولاذية. في الوقت ذاته، رفعت الشرطة النمسوية مستوى التأهب بعدما أبلغت باحتمال تنفيذ اعتداءات اليوم، فيما قررت السلطات الروسية إغلاق الساحة الحمراء في موسكو، مكان التجمع الرمزي الرئيسي للاحتفال برأس السنة، أمام الناس بسبب مخاوف من اعتداءات. وشهدت جمهورية داغستان في القوقاز الروسي إطلاق مسلحين النار على سياح قرب سور حصن دربنت التراثي، ما أدى الى مقتل شخص وجرح 11 آخرين. إلى ذلك، نشرت الشرطة في مدينة نيويورك الأميركية حوالى 6 آلاف عنصر، بزيادة 500 فرد عن العام الماضي، لضمان أمن المحتفلين في ليلة رأس السنة، مع توقع تدفق مليون شخص على ساحة «تايمز سكوير» لمتابعة إطلاق كرة بلورية وزنها ستة أطنان، ستغمر الساحة بقصاصات ورق ملون. وقال رئيس البلدية بيل دي بلاسيو: «نحن أفضل مدينة استعدت في الولاياتالمتحدة لمنع الإرهاب والتعامل مع أي حادث محتمل». في بريطانيا، التي نشرت الاف من عناصر الأمن وسط لندن حُكِم بالسجن المؤبد محمد رحمن وزوجته السابقة سناء أحمد خان بعد إدانتهما بالتخطيط لهجوم إرهابي في الذكرى العاشرة لتفجيرات لندن الدموية، التي صادفت في وقت سابق من هذه السنة. وكان رحمن (25 سنة) استخدم اسم «المفجر الصامت» على حسابه في «تويتر»، وسأل متابعيه هل عليه أن يفجر مركزاً للتسوق أو شبكة قطارات الأنفاق في لندن. وأرفق تغريدته برابط لبيان صحافي نشره تنظيم «القاعدة» عن تفجيرات تموز (يوليو) 2005 التي نفذها أربعة انتحاريين في وسائل نقل في لندن، وأدت إلى مقتل 52 شخصاً. وصادرت الشرطة أكثر من 10 كيلوغرامات من نيترات اليوريا التي يمكن استخدامها لصنع قنبلة كبيرة، في منزل رحمن الذي سجّل فيلماً لنفسه يجرب متفجرات في حديقة منزله.