تلقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رسالة من الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي نقلها اليه سفير ليبيا لدى المملكة الدكتور حمد سعيد القشاط خلال استقبال الملك عبدالله له في الرياض أمس. وأفادت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن السفير القشاط نقل أيضاً إلى خادم الحرمين تحيات وتقدير قائد ثورة الفاتح من سبتمبر، فيما حمّله الملك عبدالله تحياته وتقديره له. وقال القشاط في اتصال هاتفي مع «الحياة» أمس إن رسالة القذافي تأتي في إطار التشاور بين قيادة البلدين، وكذلك الاتفاق على الآراء المشتركة، والبحث في قضايا الساعة، والاطمئنان أيضاً على صحة خادم الحرمين. وزاد أن «علاقات الرياض وطرابلس جيدة الآن، وليبيا تعتبر نفسها بلداً لخادم الحرمين الشريفين، وهو يستطيع أن يزورها في أي وقت، ونحن لا نوجّه له الدعوة، لأنها ليست بلداً غريباً عليه». وأكد القشاط «أن زيارات المسؤولين للبلدين لم تنقطع طوال الفترة الماضية بل كانت متواصلة، وكان آخرها زيارة المسؤول الليبي الأمين العام للضمان الاجتماعي إلى جدة مطلع الشهر الجاري». وقال السفير الليبي إن «خادم الحرمين دائماً كلماته وتوجهاته هي لجمع الشمل العربي والأمة العربية، ولا أحد يزايد على عروبته، وكذلك أيضاً أخوه الرئيس القذافي، وهما يلتقيان في هذا المسار». واستقبل خادم الحرمين كذلك، أمس وزير الخارجية الأسترالي ستيفن سميث، الذي نقل له تحيات وتقدير الحاكمة العامة لأستراليا السيدة كوينتين برايس ورئيس الوزراء كيفين راد، فيما حمله الملك عبدالله تحياته وتقديره للقيادة الأسترالية. كما جرى استعراض عدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك. وأكد وزير الخارجية الاسترالي أن العلاقات بين بلاده والسعودية تمثل بُعداً استراتيجياً كبيراً ومُهماً، نظراً إلى المكانة الإقليمية والدولية المرموقة التي تتمتع بها المملكة على أكثر من صعيد، فضلاً عن كونها تمثل أحد أكبر الاقتصادات على مستوى دول الخليج العربية والعالم العربي والإسلامي والدولي. وأشار الوزير سميث لوكالة الأنباء السعودية قبيل وصوله الى الرياض أمس إلى تطور العلاقات بين البلدين الصديقين على أكثر من مستوى، خصوصاً خلال السنوات الأخيرة. وقال «إن هناك أكثر من أربعة آلاف مواطن أسترالي يعيشون ويعملون في المملكة في مقابل ما يقارب سبعة آلاف طالب سعودي يتلقون تعليمهم في الجامعات والمعاهد التعليمية الأسترالية، فضلاً عن ازدياد عدد المواطنين السعوديين الذين يقصدون استراليا للسياحة». وأوضح وزير الخارجية الاسترالي أنه سيجري خلال زيارته الحالية محادثات مع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل، ووزير التجارة والصناعة عبدالله بن أحمد زينل وعدد من كبار المسؤولين السعوديين حول تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وتبادل وجهات النظر حول القضايا والشؤون الاستراتيجية والاقتصادية الإقليمية والدولية، إضافة إلى البحث في تسريع الوصول إلى اتفاق التجارة الحرة بين استراليا ودول مجلس التعاون الخليجي وغيرها من المواضيع التي تهم البلدين. من جهة أخرى، بحث خادم الحرمين أمس، والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالرحمن العطية والوفد المرافق له، في المواضيع المتعلقة بسير العمل الخليجي المشترك، والاستعدادات الجارية للقمة التشاورية التي ستعقد غداً (الثلثاء) في الرياض. واستمع العطية إلى توجيهات خادم الحرمين بتفعيل العمل الخليجي المشترك وكل ما من شأنه تحقيق مصلحة مواطني دول المجلس. وأشاد بالدور المهم الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين لدعم مسيرة التعاون في المجالات كافة، وبدعمه السخي للأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي. وكان خادم الحرمين استقبل في وقت سابق من أمس الأمراء والوزراء وكبار موظفي الديوان الملكي وكبار موظفي ديوان رئاسة مجلس الوزراء وكبار المسؤولين وقادة وضباط الحرس الملكي. كما استقبل العلماء والمشايخ وجموعاً من المواطنين الذين قدموا للسلام عليه وتهنئته بسلامة الوصول إلى الرياض.