طهران، موسكو، بوينوس آيريس - أ ب، رويترز، أ ف ب - جدد الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أمس، دعوته إلى أن تكون أي عقوبات تُفرض على طهران، «ذكية وفاعلة، ولا تلحق ضرراً بالوضع الإنساني» في إيران. وقال بعد لقائه نظيرته الأرجنتينية كريستينا كيرشنر في بوينوس آيريس، إن «من مصلحة روسيا أن يكون البرنامج النووي الإيراني قابلاً للتفتيش، وإذا لم يكن ذلك ممكناً ستُثار شكوك طبيعية لها أساسها، تدفع للتساؤل ضد أي دول ستُستخدم هذه التكنولوجيا، وما النتيجة التي سيؤدي إليها هذا الاستخدام. لذلك لا أستبعد إمكان فرض عقوبات في هذا الشأن بقرار من الأممالمتحدة». في الوقت ذاته، أعلن الناطق باسم الخارجية الروسية اندريه نيستيرينكو أن سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية سيمثل موسكو في مؤتمر نزع السلاح النووي الذي تنظمه طهران في 17 و18 من الشهر الجاري. كذلك قال رئيس «المنظمة الروسية للطاقة الذرية» (روس آتوم) سيرغي كيريينكو إن مفاعل «بوشهر» النووي في إيران سيُدشن في آب (أغسطس) المقبل. في السياق ذاته، قال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي إن «لتشغيل مفاعل بوشهر دوراً مهماً ومؤثراً في تسهيل الظروف لتطوير القطاع الصناعي في البلاد، في شتى المجالات». ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الروسية عن بروجردي قوله خلال زيارة لأعضاء اللجنة إلى المفاعل، أن «تشغيل بوشهر يمثّل فرصة مواتية لكل الدول، من أجل الاستثمار في بناء محطات الطاقة الذرية في إيران»، مشدداً على أن طهران «ستواصل وبكل فخر نشاطاتها النووية السلمية، في إطار قرارات الوكالة الدولية للطاقة الذرية». وفي واشنطن، قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أنه لمس «ليونة وتغييراً في النهج» الإيراني إزاء اقتراح تبادل الوقود النووي الذي اعتبر أنه لا يزال مطروحاً. وقال: «إذا واصلنا هذه الجهود الديبلوماسية، أعتقد أن في إمكاننا التوصل إلى تسوية». على صعيد آخر، أفاد موقع إلكتروني مؤيد للمعارضة في إيران، أن الرئيس السابق محمد خاتمي مُنع أمس من التوجه إلى اليابان للمشاركة في مؤتمر دولي حول نزع الأسلحة النووية. ونقل موقع «برلمان نيوز» التابع للمعارضة في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني، عن «مصدر مطلع» قوله إن «خاتمي مُنع من مغادرة إيران» لحضور مؤتمر دولي سنوي حول نزع الأسلحة النووية يُعقد في هيروشيما، مشيراً إلى أن الرئيس السابق «كان يفترض أن يغادر طهران ليل الخميس». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن «مصدر مطلع» أن «الشرطة أبلغت خاتمي بأن ليس في وسعه مغادرة البلاد»، فيما نسب «راديو فَردا» إلى الصحافي الإصلاحي سراج الدين ميردامادي قوله إن وزارة الخارجية الإيرانية أبلغت الرئيس السابق بمنعه من السفر، قبل الرحلة، موضحاً أن مكتب خاتمي لم يستطع الحصول على تفسير لهذا القرار، على رغم مطالبته الوزارة بذلك. وكان محمود علي رضا طباطبائي محامي خاتمي نفى تقريراً أوردته وكالة أنباء «فارس» المقربة من «الحرس الثوري»، في آذار (مارس) الماضي، أفاد بمنع الرئيس السابق من مغادرة إيران. وفي اليوم التالي، اتهمت صحيفة «جوان» القريبة من السلطات، خاتمي بارتداء بزة وليس لباس رجال الدين، في الصورة الموضوعة على جواز سفره. وكان خاتمي (66 سنة) الذي أيّد زعيم المعارضة مير حسين موسوي في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، تعرّض لحملات تجريح قاسية من المتشددين، واعتُبر أحد «رؤوس الفتنة».