أظهرت دراسة حديثة في علم الوراثة ان أرلندا شهدت موجة هجرة واسعة من الشرق الأوسط وأوروبا الغربية في عصور ما قبل التاريخ، وهو ما يفسر تطور الزراعة فيها ثم استخدام البرونز. وحسمت هذه الدراسة المنشورة في مجلة «الأكاديمية الأميركية للعلوم» جدلا في أوساط العلماء الذين كان بعضهم يعتقد ان انتقال نمط الحياة في الجزر البريطانية من جمع الثمار والصيد الى الزراعة واستخدام المعادن كان نتاجا لتطور السكان الأصليين وتكيفهم. وتظهر هذه الدراسة ان الانتقال الى الزراعة والعصر البرونزي كانت بتأثير هجرة لمجموعات أجنبية اختلطت مع السكان الأصليين في ما يعرف اليوم بأرلندا. وتوصل العلماء الى هذه النتيجة بفضل تحليل مجين واحدة من أولى المزارعات التي عاشت في ما يعرف اليوم ببلفاست قبل 5300 عام، إضافة إلى ثلاثة رجال عاشوا في العصر البرونزي قبل أربعة آلاف عام. ورجح الباحثون ان تكون هذه الهجرات والاختلاط بالسكان الأصليين أدت الى تغيرات ثقافية كبيرة والى نشوء اللغات السلتية الغربية. وقال استاذ علم الوراثة في دبلن والمشرف على الدراسة دان برادلي: «وقعت موجة كبيرة من التغيرات الوراثية في أوروبا، من شمال البحر الأسود إلى إوروبا في العصر البرونزي، وبتنا نعلم الآن انها وصلت الى الجزر الواقعة في اقصى غرب القارة الأوروبية». وأضاف: «حجم هذه التغيرات الوراثية يشير إلى إمكان وقوع تغيرات أخرى وصولا الى دخول لغات شكلت جذور اللغات السلتية». وتابع قائلا: «نرجح ان تكون السيدة التي عاشت قبل خمسة آلاف و200 عام والتي حللنا مجينها البشري من بقايا عظامها، ذات أصول تعود إلى الشرق الأوسط بنسبة 60 في المئة»، علما بان الشرق الأوسط هو المنطقة التي نشأت فيها الزراعة في العالم قبل 10 آلاف سنة.