برلين، كابول، سيدني، اوتاوا - أ ف ب، رويترز - قتل أربعة جنود ألمان وجرح عدد آخر الخميس في معارك وقعت شمال أفغانستان، كما أفاد مصدر عسكري في برلين. وبذلك يرتفع الى 43 على الأقل عدد الجنود الألمان الذين قتلوا في افغانستان منذ بدء انتشار القوات الألمانية في هذا البلد في 2002. وأفادت شبكات تلفزيون المانية ان الجنود كانوا يقومون بدورية بين قندوز وبغلان شمال افغانستان عندما تعرضت سياراتهم لهجوم مسلحين من «طالبان» مزودين قاذفات صواريخ. وأشارت صحيفة «بيلد» ان خمسة جنود آخرين اصيبوا بجروح. وفي بداية الشهر الجاري، قتل ثلاثة جنود المان وجرح ثمانية آخرون في مواجهات مع عناصر «طالبان» في قندوز. وغادر وزير الدفاع الألماني كارل - ثيودور تسو غوتنبرغ افغانستان امس، بعد زيارة استمرت 24 ساعة. من جهة أخرى، اعلنت «طالبان» انتصارها بعد انسحاب القوات الأميركية هذا الأسبوع من منطقة كورينغال شرق افغانستان والتي تعد معقلاً للمتمردين، وأصبحت تعرف باسم «وادي الموت». وانسحبت القوات من تلك المنطقة الجبلية الوعرة الواقعة في ولاية كونار المحاذية لباكستان، في اطار ما وصفته القوة الدولية للمساعدة في احلال السلام في افغانستان (ايساف) بانها استراتيجية جديدة لإعادة التمركز. ويسعى الجنرال ستانلي ماكريستال الذي يقود القوات الأجنبية في افغانستان الى التركيز على حملة مكافحة « طالبان» في المناطق الأكثر اكتظاظاً بالسكان. وقال الجنرال ديفيد رودريغيز احد قادة «ايساف» ان «هذه الخطوة لن تمنع القوات من الرد السريع اذا لزم الأمر على الأزمات في كورينغال وغيرها من المناطق». الا ان مسؤولاً في وزارة الدفاع الأفغانية قال ان «طالبان» ستستغل الانسحاب لخدمة قتالها الدموي ضد القوات الأجنبية التي اطاحت نظامها في آخر 2001. وصرح الناطق باسم «طالبان» ذبيح الله مجاهد بأن الانسحاب الأميركي «نصر كبير لنا. فالمنطقة مهمة جداً جداً ويوفر لنا جبلها مكاناً جيداً للاختباء ويمكن استخدامها كميدان للتدريب وتنفيذ عملياتنا في انحاء المنطقة». وأكد ان «القوات الأميركية فرت من هجماتنا المتواصلة». تزامن ذلك مع تأكيد الرئيس الأميركي باراك أوباما ثقته بقدرة الرئيس الأفغاني حميد كارزاي على اعادة الاستقرار الى افغانستان، مشيراً الى ان واشنطن ستستمر في الضغط عليه لتطبيق إصلاحات ضرورية حتى تتحسن مستويات المعيشة في البلاد. وأضاف أوباما في مقابلة مع التلفزيون الأسترالي ان كارزاي يمكن أن يكون شريكاً قوياً للولايات المتحدة في الحرب على تنظيم «القاعدة». وسعى أوباما في تصريحه إلى إنهاء حرب كلامية بين كابولوواشنطن اختبرت العلاقات بينهما في الأسابيع القليلة الماضية. وأكد أوباما أن الولاياتالمتحدة ليست موجودة في أفغانستان لدعم رجل وإنما لمصلحة الأمن القومي الأميركي. وقال: «نرى أن من الضروري لأمن العالم أن نفكك القاعدة والشبكات التابعة لها ونحن في حاجة الى شريك قوي في هذه العملية. أعتقد أن كارزاي لديه القدرة ليكون هذا الشريك». على صعيد آخر، اتهم مترجم سابق للجنود الكنديين القوات الكندية في افغانستان بأنها تسببت بموت افغاني اعزل واعتقلت اشخاصاً ابرياء. وأكد ملغاراي احمد شاه الذي كان يعمل لحساب قائد القوة العملانية للجيوش المشتركة في افغانستان انه في صيف 2007، اطلق جنود كنديون النار على رجل اعزل لأنهم اعتقدوا انه يحمل مسدساً. وقال الأفغاني الكندي: «بعدما قتلوا شخصاً من طريق الخطأ، اصيب العسكريون الكنديون بالهلع وقاموا بتمشيط المحيط واعتقلوا اناساً من دون سبب. اعتقلوا اكثر من عشرة اشخاص تراوح اعمارهم بين عشرة وتسعين سنة». وأضاف انه قام لاحقاً باستجواب المعتقلين بناء على طلب الكنديين لمعرفة اذا كانوا من متمردي «طالبان». وتابع «لم يرتكب واحد منهم اي سوء. على رغم ذلك، احالت كندا جميع هؤلاء الأبرياء على الأجهزة الأمنية الأفغانية. ولا ادري ماذا حل بهم» بعد ذلك. ويقيم احمد شاه في اوتاوا، وأدلى بشهادته امام لجنة برلمانية تناقش مزاعم مفادها ان الجنود الكنديين سلموا السلطات الأفغانية معتقلين مع علمهم بأنهم قد يتعرضون للتعذيب.