ساراييفو - رويترز - قدم الرئيس الكرواتي إيفو يوسيبوفيتس اعتذاراً إلى البوسنة عن الدور الذي لعبته زغرب في إذكاء الانقسامات العرقية التي ما زالت تعكر صفو العلاقات بين الكروات والمسلمين والصرب. والاعتذار الذي جاء في كلمة القاها يوسيبوفيتش في البرلمان البوسني هو الأحدث في سلسلة خطوات من زعماء اصلاحيين كروات وصرب لبلسمة جروح خلفتها الحروب التي وقعت في التسعينات من القرن الماضي في أعقاب تفكك يوغوسلافيا. وقال الرئيس الكرواتي: «سياسات التسعينات التي بنيت على اعتقاد ان تقسيم البوسنة والهرسك كان الحل الوحيد، زرعت بذور التعاسة في كل من البوسنة وفي بلادنا». وكان يوسيبوفيتش يتحدث في أول زيارة رسمية له للبوسنة جارة كرواتيا في منطقة البلقان حيث قتل 100 ألف شخص معظمهم من المسلمين في الحرب التي استمرت بين عامي 1992 و1995 . ويوسيبوفيتش هو أول زعيم كرواتي يدين علانية دور زغرب في الحرب في البوسنة. وقال «اشعر بأسف عميق لحقيقة ان جمهورية كرواتيا ساهمت ايضاً في هذه المصيبة وفي الانقسامات التي ما زالت تمزقنا». وفي الشهر الماضي، أصدر البرلمان الصربي قراراً يدين مجزرة سريبرينيتسا التي وقعت في 1995 وقتل فيها ثمانية آلاف مسلم بوسني على ايدي قوات وشرطة صرب البوسنة لكنه لم يصل الى حد تقديم اعتذار صريح ولم يستخدم وصف الإبادة الجماعية. وقال زعماء مسلمون بوسنيون ان تلك اللفتة غير كافية. وأثناء الحرب بين الكروات والمسلمين في عامي 1993 و1994، على هامش الحرب الرئيسة مع صرب البوسنة، ساندت زغرب المتشددين الصرب وأمدتهم بالمال والسلاح في سعيهم للقيام بتطهير عرقي في منطقتهم والانضمام الى كرواتيا. وأدى ذلك الى تأزم روابط البوسنة مع كرواتيا حتى وصل الإصلاحيون الى السلطة في زغرب في العام 2000 . وتحسنت العلاقات منذ ذلك الحين لكنها ما زالت فاترة نسبياً.