تنطلق احتفالية «القدس عاصمة للثقافة العربية 2009» اليوم على وقع تهديدات اسرائيلية بمنع تنظيم اي نشاط فلسطيني في القدسالمحتلة في اطار هذه الاحتفالية التي لازمتها الانتقادات والمشاكل منذ بداية اعلانها، خصوصا في مسألة التطبيع ومشاركة وزراء ثقافة وفنانين عرباً فيها، كما عززها الانقسام الحالي بين قطاع غزة والضفة الغربية. وعشية الاحتفالية، أعلن الناطق باسم شرطة القدس شموليك بن روبي لوكالة «فرانس برس» ان «الشرطة ستعزز قواتها وتحشدها في القدس لمنع اي نشاط او محاولة مؤسسات او منظمات لاقامة اي فعالية» في الشطر الشرقي للمدينة. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصادر في الشرطة ان قوات الأمن ستعمل بحزم ضد أي محاولة لتنظيم الاحتفالية، مشيرة الى ان القانون الاسرائيلي يحظر على السلطة الفلسطينية ممارسة أي نشاط رسمي في «عاصمة إسرائيل». وكانت قوة كبيرة من الشرطة دهمت الخميس الماضي مكان انعقاد اجتماع «الهيئة الشعبية للاحتفالية» في القدس، وسحبت هويات اعضاء اللجنة التحضيرية، وصادرت جميع المستندات والوثائق المتعلقة بافتتاح الفعاليات. وسيُطلق الرئيس محمود عباس مساء اليوم من مدينة بيت لحم فعاليات الاحتفالية إيذانا بانطلاقها من خمسة مواقع يربطها البث الفضائي، هي القدس وبيت لحم وغزة والناصرة ومخيم مار الياس في لبنان، وذلك تعبيراً عن مشاركة الشعب في مراسيم الافتتاح الرسمي، بحضور عدد من وزراء الثقافة العرب ومشاركة نخبة من المبدعين في الحقل الفني والثقافي. وفعلا، وصل وفدان أردني وكويتي ضما شخصيات ثقافية وادبية ظهر امس إلى مدينة أريحا للمشاركة في الفعاليات، ومن المقرر أن تصل اليوم وفود عربية من مصر وتونس والمغرب والامارات. على ان احتفالية القدس شهدت الكثير من الانتقادات، وسجلت مآخذ عليها، بينها عدم الاستعداد المسبق لها، ثم الاستعجال في التحضير في ظل موازنة محدودة ادت الى الغاء الكثير من النشاطات، ورافقها استبعاد المؤسسات الثقافية وأولي الشأن من المثقفين والادباء، ثم تخلي البعض عن المشاركة فيها بسبب الخلافات الداخلية، اضافة الى الانقسام بين الضفة وغزة حيث أطلقت الحكومة المقالة احتفاليتها في وقت سابق من الشهر الجاري، معلنة انها الجهة الشرعية والمسؤولة عن اي فعالية، وان «هناك لجنة واحدة ستعمل في قطاع غزة». لكن القضية التي كانت مثار جدل لم يتوقف تتعلق بالتطبيع، خصوصا في ضوء عزم وزراء ثقافة عرب على الذهاب الى الاراضي الفلسطينية. كما يقول مؤيدون الاحتفالية انها شكل من اشكال المقاومة ومواجهة الاحتلال وفضحه وابقاء قضية القدس حاضرة في عقول العرب وقلوبهم. اما منتقدو التطبيع، فيعتبرون ان الذهاب الى القدس بتأشيرة من احدى سفارات اسرائيل بحجة دعم الفلسطينيين، ما هو الا تطبيع واعتراف بهذه السفارات وتكريس لاحتلال القدس. وجاء الشعار الذي تم تبنيه عنوانا للاحتفالية، ليختزل وضع المدينة تحت الاحتلال، وهو عبارة عن نجمة مثمنة تتوسطها صورتا القدس وكنيسة القيامة، لونها الرمادي يمثل الجدار العازل المحاط بأسلاك شائكة.