أطلق منتدى «شارك» الشبابي، ومقره رام الله، وبالتعاون مع بلدية أتا في بلجيكا، مشروعاً يهدف إلى إعادة تأهيل ينابيع المياه في منطقة رام الله، من أجل خلق بيئة صحية للنمو وتحقيق نتائج مائية واقتصادية وبيئية لخدمة الشباب من المزارعين وإبقائهم في قراهم المجاورة لمدينة رام الله والتي تشتهر بينابيعها الكثيرة مثل عين قينيا، ودير ابزيع، وبيتللو. وسيقوم المنتدى، من خلال المشروع، بتنظيم مجموعات شبابية لتنفيذ مراحل العمل في القرى المستهدفة، ابتداء من مراقبة عمل الآليات وفرق العمال. المدير التنفيذي للمنتدى، بدر زماعرة، يشدد على ضرورة تحميل الشباب المسؤوليات في مجتمعاتهم المحلية ودفعهم للانخراط الفعلي في التنسيق مع المؤسسات المحلية داخل مجتمعهم وخارجه، معتبراً ذلك في مقدمة المشاركة الشبابية في عملية صنع القرار في مجتمعاتهم المحلية. وأضاف زماعرة: المجموعات الشبابية أثبتت قدرات مميزة أثناء مرحلة الإعداد للمشروع في بلورة الأفكار التي تصب في خدمة قضاياهم، والتركيز على خدمة المزارعين منهم في شكل خاص إضافة إلى جعل ينابيع المياه مراكز ترفيه طالما افتقدها الشباب الفلسطيني، لا سيما في ظروف صعوبة التنقل والوصول إلى أماكن التنزه والترفيه الشهيرة في فلسطين. والواقع أن الفلسطينيين لا يمكنهم الاستمتاع بالعديد من مناطق الترفيه الشهيرة بمياهها وخضرتها، بسبب الحواجز العسكرية الإسرائيلية، ومنع الوصول إلى بعضها بقرارات من سلطات الاحتلال، بعد تحويلها إلى مناطق مغلقة يحظر دخول الفلسطينيين إليها. وبين زماعرة أنه تم تحديد النشاطات المختلفة في المشروع بعد تنسيق المنتدى مع المجالس القروية وبلدية الاتحاد وبمساعدة مجموعات شبابية في المناطق المستهدفة، بدراسة ميدانية حول حاجات المزارعين في كل من القرى المستهدفة، موضحاً أن نشاطات المشروع الجاري العمل على تنفيذها تشتمل على: تشكيل مجموعات شبابية منظمة في كل بلدة مكونة من عشرة أشخاص على الأقل لتكون مركزاً في المستقبل لكل النشاطات التي يعتزم المنتدى تنفيذها في تلك المناطق، وترميم قنوات وشبكات نقل المياه الخاصة بتوصيل المياه الى بركة التخزين أو شبكات الري في الحقول، وذلك بهدف تقليل الضائع من المياه واستعمال الحد الأقصى الممكن منها في عمليات الري والإنتاج الزراعي الغذائي. وقال: «تزداد أهمية هذا الهدف في السنوات التي يقل فيها الهطول المطري ما يسبب جفافاً يضر بالحقول والمزروعات إضافة إلى تجميل مواقع الينابيع من طريق إعادة بناء المساحات المخصصة للتنزه لرفع شعار «من أجل فلسطين أحلى». وأعرب زماعرة عن أمله بأن يكون هذا المشروع خطوة على طريق تحسين المشهد الطبيعي حول الينابيع من أجل خلق بيئة مناسبة للشباب الفلسطيني للتمسك بأرضه وإيجاد مصدر دخل يمكنه اقتصادياً وأيضاً بجعل هذه الأمكنة جميلة لتشجيع قضاء الشباب أوقاتهم فيها. وقال منسق المشروع المهندس عصام غانم، أن المشروع سيقوم بتحسين المردود الاقتصادي للحقول الزراعية حول الينابيع المستهدفة، ما يرفع فرص العمل الزراعية للشباب من طريق زيادة دخلهم ما يخفف من هجرتهم الى المدينة بحثاً عن عمل ويعزز تمسكهم بأرضهم. أما عضو مجلس بلدية أتا البلجيكية، أوديت لامبر، فقالت أن تكلفة المشروع تتراوح ما بين 60 إلى 80 ألف يورو، ويستمر لعامين، ويمكن التجديد للمشروع، تبعاً للمشاريع المماثلة المقترحة في محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة. و أوضح مهيب شعت، المدير التنفيذي للمنتدى، أنه يجري حالياً تنفيذ مجموعة من المشاريع التي تستهدف الشباب والأطفال في شكل خاص من ضمنها حملة «بلدنا أحلى» والتي يأتي المشروع في إطارها، لتعزيز مفاهيم بيئية ولفضح الانتهاكات الإسرائيلية المباشرة للبيئة الفلسطينية. ويهدف المشروع إلى خلق روح التعاون بين الشباب الفلسطيني والمجتمع المحيط وتعزيز دور العمل الجماعي في الوقوف والتصدي لمعضلة مجتمعية لا فردية، وتفعيل دور الشباب في المجتمع من خلال تبنيهم لقضية عامة إضافة إلى نشر الوعي بين المراهقين من خلال تقديم معلومات بيئية كثيرة واستغلال أمثل لطاقات الأفراد. وأكد شعت أن حملة «بلدنا أحلى»، ومن ضمنها مشروع تأهيل ينابيع المياه، تعطي الشباب فرصة للمشاركة في نشاطات تخص قريتهم ومحيطهم المباشر، وذلك لتعزيز الصلة التي تربطهم ومنشأهم، ومنح فرصة للمجتمع للانتباه لقضايا البيئة بجوانبها المختلفة وبأسلوب جديد بعيد من الوعظ والإرشاد.