يهدد شح المياه في منطقة نجران إنتاج البرتقال، الذي تراجع إنتاجه في الأعوام الأخيرة بنحو 40 في المئة، وهو ما انعكس على انخفاض أعداد مزارع البرتقال في المنطقة. وبدأت مزارع نجران هذه الأيام في إنتاج محصولها السنوي من البرتقال، ويستمر ذلك مدة شهرين، ولا يكاد يخلو مكان حالياً في أسواق الخضراوات والفاكهة والمحال التجارية في نجران من البرتقال الذي يلقى إقبالاً كبيراً من الأهالي نظراً للطعم والمذاق الذي يميزه عن بقية الأصناف من البرتقال المستورد. وأوضح المدير العام لمركز أبحاث البستنة في نجران المهندس علي الجليل ل«الحياة»، أن هناك ميزة نسبية لنجران، لناحية المناخ والظروف البيئية التي تجعل إنتاج نجران من الحمضيات مميزاً، خصوصاً نسبة السكريات واللون الطبيعي للثمار وجودة العصير، علاوة على خلوها من الرواسب الكيماوية لقلة الآفات التي تصيب الثمار. وقال الجليل: «كل هذه الخواص تجعل إنتاج المنطقة مطلوباً ليس في نجران فقط، بل في جميع مناطق المملكة»، مشيراً إلى أنه اعتباراً من هذا الشهر توجد في أسواق نجران منتجات الحمضيات مثل: البرتقال أبوصرة، واليوسفي فيردتشايلد، والكلمنتينا. وأكد استمرار تدفق هذه الأصناف إلى الأسواق حتى نهاية شهر كانون الثاني (يناير) المقبل، مبيناً أنه سينزل إلى الأسواق بعدها الأصناف المتوسطة مثل: اليوسفي كينو، والبرتقال الفلنسيا، أو ما يسمى ب«الصيفي»، والذي يستمر إنتاجه حتى بداية فصل الصيف. وأشار إلى أن إنتاج المنطقة تأثر في الأعوام الأخيرة بسبب قلة الأمطار والجفاف، غير أن المعروض حالياً في الأسواق يؤكد أن هذه الفاكهة الذهبية ما زالت هوية للمنطقة وستظل فخر الفاكهة النجرانية.بدوره، قال أحد ملاك المزارع في نجران، إن أعداد المزارع المنتجة للبرتقال في منطقة نجران أصبحت محدودة، وذلك بسبب جفاف الآبار، مبيناً أنه يتم خلال هذه الفترة تسويق المنتج لأسواق نجران مع انخفاض الإنتاج بنسبة 40 في المئة مقارنة في السنوات السابقة، غير أن الإنتاج يفي بحاجات أسواق نجران حالياً. من ناحيته، قال أحد أصحاب محال الخضراوات والفاكهة في نجران، إن برتقال نجران هو المطلب الأول للزبائن في هذه الأيام، إذ اعتادوا على شرائه نظراً لما يتمتع به من طعم طبيعي خالٍ من الصبغات والمواد الإضافية، وبيعه طازجاً، مشيراً إلى أن أسعاره تراوح ما بين 35 و40 ريالاً للكرتون الذي يحوي نحو 6 كيلوغرامات.