إذا كانت وزارة الصحة السعودية ألقت باللائمة على «الدخان» في «كارثة» مستشفى جازان العام، التي خلفت 148 متوفى ومصاباً، فإن أهالي المدينة، التي وقفت «صامدة» أمام صواريخ وقذائف الحوثيين وتهديداتهم طوال 9 أشهر، اتهموا «إهمال» الوزارة ذاتها وجهات أخرى، بالتسبب في «الكارثة» التي استيقظوا أمس على وقعها، ليلف الحزن المدينة، ويتجاوزها إلى كل مدينة وقرية وهجرة سعودية، تابعت عبر وسائل الإعلام التقليدية وشبكات التواصل الاجتماعي، مجريات «الكارثة» لحظة بلحظة. وأعلنت وزارة الصحة مساء أمس، خروج 57 حالة مصابة من المستشفيات التي تم تحويلهم إليها. وقالت الوزارة، في بيان صحافي إلحاقي، إن «استنشاق الدخان الناتج من الحريق أدى إلى وفاة 25 شخصاً وإصابة 123»، منوّهة إلى أن معظم المصابين الباقين في المستشفيات في حال «مستقرة»، ولم يبق في العناية المركزة منهم سوى 8 حالات. وباشرت 21 فرقة من الدفاع المدني و39 فرقة من الهلال الأحمر الحادثة، في الوقت الذي وجّه فيه أمير منطقة جازان محمد بن ناصر بن عبدالعزيز بإجراء «تحقيق عاجل يوضح تفاصيل ما حدث لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها». وكشف شهود عيان أن المستشفى يعاني من نواقص عدة في اشتراطات السلامة الواجب توافرها، إضافة إلى وجود مشكلات في الإخلاء ومخارج الطوارئ، مبيّنين أن ذلك يأتي بين الأسباب التي أدت إلى حدوث الوفيات والإصابات في ظل ضعف الإمكانات المتوافرة في التعامل مع الحريق. (للمزيد). وكشف الحريق سلبيات عدة وقصوراً في ما يصل إلى 15 محوراً من اشتراطات السلامة في المستشفى، منها ما كان يُنذر بحدوث ما لا يُحمد عقباه. وتوصّلت «الحياة» إلى مستند يفيد بضرورة إصلاح تلك المخالفات والقصور بالغة الخطورة، على خلفية اجتماع سابق جمع مسؤولين من المديرية العامة للشؤون الصحية، ومديرية الدفاع المدني، ومستشفى جازان العام، والشركة المنفذة للبرج، إلا أن ذلك لم يحدث على رغم التوصية به. وأوضحت وزارة الصحة في بيان صحافي وزعته أمس، أنها تمكنت من إخلاء الأطفال الموجودين في الحاضنات من دون حدوث إصابات لهم. كما تم إخلاء المرضى المنومين في قسم العناية المركزة مع وقوع حالة وفاة واحدة بينهم، منوّهة إلى أن امتداد الحريق إلى الأدوار العلوية تسبّب في وقوع المزيد من الوفيات والإصابات، مشيرة إلى إعلان حال الطوارئ في المستشفى فور وقوع الحريق وإخلاء المرضى المنومين في الأقسام التي امتد إليها الحريق، مؤكدة أنها تعمل على معرفة ملابسات الحادثة. وانتشر في الموقع عشرات المسعفين والإطفائيين؛ لإنقاذ الحالة الموجودة في المستشفى، وإخماد الحريق المندلع في عدد من المرافق، وإسعاف المصابين بشكل عاجل. فيما طاولت الإصابات 5 من المنقذين في الدفاع المدني بإصابات متفرقة منها كسور ورضوض واختناقات وحروق، وتم نقلهم إلى مستشفى الأمير محمد بن ناصر، في حين شهد موقع الحدث وجود الجهات الأمنية من الشرطة والأدلة الجنائية وقطاعات خدمية أخرى، شملت الكهرباء والأمانة وغيرها. وكيل «الصحة» يرفض التصريح .. ومدير المستشفى «منتدب»!.