من وإلى يحيى امقاسم أحضر غيابي مهدرًا ووحيداً ومبعثراً متعثراً وطريداً أحضر غيابي بين غفلتهم وقد ألفوا الخنا وتعودوا التمجيدا أحضر غيابي في محافل زهوهم صوتاً حزيناً مالحاً موؤداً مذ أنكروه وعكّروه وأسرفوا وتذكروه مشاغباً وعنيداً لم يتركوه يعيد فيهم مرة ما أهدروه، ويستعيد نشيداً يقصي كآبتهم ويملأ ليلهم بغنائه، ويزيدهم تسهيداً حتى إذا احتدم البكاء بحلقه أذكى مواجعهم وجاء فريداً وتلفتوا فرأوه في أحزانهم واسترجعوه مقاتلاً وشهيداً ومتوجاً بأسى البلاد يحفّه أمل تعتّق في رؤاه عقوداً لا هم يستدنيه إلا همهم يحسو الغبار ويستحث البيدا يرفو الكلام من الظلام فينجلي ويرج في غصن السؤال قصيداً ويقولهم ويقوِّلُ الرؤيا بهم ويؤول الأحلام فيهم عيداً أحضر غيابي بينهم كي يسمعوا صوتي المعتّق حين عاد جديداً * شاعر سعودي