شن عضو هيئة كبار العلماء والإفتاء الدكتور الشيخ عبدالله المطلق، هجوماً شرساً على بعض الرقاة والمتطفلين على مهنة الطب والمشعوذين، بوصفهم «كذبّة، ويُجرون التجارب على بني آدم»، مشيراً إلى أن «هؤلاء المتطببين لا يضبطهم أمر»، منبهاً إلى أن «كثيراً منهم جعلوا المسلمين حقول تجارب، ففيما يجري علماء الغرب التجارب على الحيوان، هم يجرونها على الناس»، مضيفاً: «زارني في دار الإفتاء شخص يعمل في مجال الأعشاب، وحين سألته هل جربت الأعشاب التي أعددتها فأجابني بالنفي، بل قال إنه يصرفها للناس لعلهم يستفيدون منها». وانتقد الرقاة، الذين «يعبثون بصحة الناس»، قائلاً: «من واقع عملي في دار الإفتاء، أعرف أن أكثر من 90 في المئة من الأمراض التي يقول عنها الرقاة غير صحيحة، بل هي أمراض نفسية»، موضحاً أن «بعض الرقاة ينصحون بعدم تناول حبوب الأطباء، لأنها لا تنفع مع حبوب الطبيب، بل يحذّرون من الذهاب إلى الطبيب النفسي». وراح المطلق في الجلسة السابعة المخصصة ل«أحكام التداوي» في مؤتمر الفقه الإسلامي الثاني (قضايا طبية معاصرة) المقام في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض أول من أمس، يكشف عن بعض ممن التقاهم من باحثين عن علاج: «سألني شخص عن العلاج بلبن الحمار، وحين سألته عن الذي أوصاه ذكر لي بأنه أحد هؤلاء المتطببين». ودعا إلى «الابتعاد عن المشعوذين والمتطببين والذهاب إلى الأطباء المعرفين ومن لديهم الخبرة»، محذراً من «المتطببين الذين يظهرون في بعض البرامج الفضائية ويصفون للناس وصفات ضارة». وبعد سؤال حول جواز التداوي بالسحر لفك السحر عند الضرورة، شدد المطلق، على أن «التداوي بالسحر حرام، وهو علم إبليس» تالياً الآية الكريمة: «وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ»، مشيراً إلى أن «شهادة التخرج لهذا العلم هي الكفر»، متسائلاً: «هل نوجه الناس إلى هذا العلم المنسوب لإبليس؟، هل نقول للسحرة إن عملكم مشروع وافتحوا عيادات للناس؟ هذا لا يجوز، وجاء في قوله تعالي: (وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى)».