تصادف اليوم الذكرى ال 35 لاندلاع الحرب اللبنانية، وتقام للمناسبة سلسلة نشاطات لنبذ العنف واستخلاص العبر، بينما يتبارى وزراء ونواب من الاكثرية والمعارضة في كرة القدم مساء اليوم بعنوان: «كلنا فريق واحد». وحدد وزير الشباب والرياضة علي عبدالله، ثلاثة اهداف للمباراة «الاول انهاء ذكرى الحرب الى غير رجعة والمباراة هي دليل على ان السياسيين نسوها ايضاً. والثاني تشجيع الرياضة لتكون للجميع لأنها علامة على تهذيب النفس والرقي والحضارة والتفكير بها يؤدي الى تناسي الأحقاد. والثالث جمع السياسيين من كل الاطياف للعب بروح رياضية حتى يكونوا قدوة للناس». وكشف ان «التحكيم في المباراة سيكون لأشخاص من اتحاد كرة القدم وأن مدة المباراة لن تتعدى 15 دقيقة»، معلناً أن اهداء الفوز سيكون «لكل لبنان وللرئيس ميشال سليمان». وفي المواقف، رأى الرئيس السابق للحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي أنها «ذكرى أليمة جداً». وقال: «على رغم مرور سنوات على انتهاء الحرب وما تلاها من حروب عبثية في الداخل ومن عدوان إسرائيلي على لبنان يتكرر كل فترة، لا يزال القلق كبيراً على الحاضر والمستقبل، لأن الواقع السياسي الذي نشهده بلغ أقصى درجات الاصطفاف والانقسام، مصحوباً من وقت الى آخر بأحداث أمنية مقلقة وخطيرة، ما بات يهدد من جديد الوحدة الوطنية». وتابع: «إننا على قناعة بأن الغالبية الساحقة من اللبنانيين ترفض العودة الى منطق الحرب والانقسام الداخلي، وقد انطلقت فعلاً في مسار الانصهار الوطني الفعلي، لكن إنهاء الحرب لا يكون فقط بوقف إطلاق النار أو بالتناسي، بل باستخلاص العبر من دروس الماضي». وتوجه الى الشباب بالدعوة «الى الاتعاظ من دروس غيرهم والى أن يرفضوا استخدامهم وقوداً في أي معارك عبثية لا تؤدي إلا الى المزيد من اليأس والهجرة». واعتبر وزير الدولة عدنان القصار أن «الحرب الهمجية التي خاضها اللبنانيون ضد بعضهم البعض لم تمنح اي فريق امتيازاً او غلبة ضد الفريق الآخر»، وسأل في تصريح في الذكرى: «الى متى سيظل اللبنانيون غير قادرين على ادارة خلافاتهم وأزماتهم في ما بينهم، والخروج من حالة الانقسام؟». وطالب نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان إلى «الاتعاظ من هذه الحادثة الأليمة فيعودوا إلى تعاليم أنبيائهم، وينسوا ذكريات الحرب الفتنة»، داعياً الى نبذ «الطائفية والعصبية لتكون حادثة منطقة عين الرمانة محطة نتعلم من خلالها حب الوطن وسبل الحفاظ عليه». واعتبرت «الجمعية اللبنانية لحقوق الانسان»، في بيان، أن «المصالحة المطلوبة لن تكتمل إلا إذا جرت المعالجة الجدية لمختلف الملفات والقضايا العالقة، ومعالجة ملف المفقودين والمخطوفين في الحرب، بتطبيق قواعد العدالة الانتقالية، بما تتضمن من مصارحة ومصالحة فعلية». الى ذلك، أطلقت جمعية «فرح العطاء»، برنامج نشاطاتها ليوم 13 نيسان تحت شعار: «السلام بيننا أو على لبنان السلام». ويتضمن نشاطات داخل الثانويات، ودعاء لرجال دين من الطوائف كافة، وحلقة تلفزيونية على درج المتحف الوطني، اضافة الى نشاطات يشارك فيها نحو ألف تلميذ، وتمتد من طريق الشام حتى المتحف الوطني.