انتشرت في الآونة الأخيرة سيّارات الأجرة المخصّصة للنساء في العديد من الدول، خصوصا في العالم العربي، وذلك في محاولة لكبح جماح ظاهرة التحرش التي باتت شكل هاجساً للنساء. وانطلقت في مصر خدمة «بينك تاكسي» في الثامن من أيلول (سبتمبر) الماضي، وهي أول خدمة سيارات أجرة مخصصة للنساء لا يعمل فيها ولا يستخدمها إلا النساء، في محاولة لتوفير وسيلة نقل آمنة لهن. وتقول مديرة وصاحبة شركة «ريمو» للسياحة التي تملك «بينك تاكسي» ريم فوزي، إنها بدأت هذا العمل بغرض توفير خدمة آمنة للنساء، بالاضافة إلى «رغبتها في توفير فرص عمل للنساء في القاهرة، ما دفعها الى إنشاء هذه الخدمة». ولحجز سيارة الأجرة المخصصة للنساء، فإن على الراكبة ارسال صورة من بطاقة هويتها إلى مركز الاتصال قبل استخدامها الخدمة. والسيارات مجهزة بنظام «جي بي أس» لتحديد المواقع، وكاميرا، فضلاً عن إمكان الضغط على زر داخل السيارة لطلب النجدة وايقافها وتنبيه إدارة الخدمة إلى وجود حالة طوارئ. وكانت مصر أصدرت في حزيران (يونيو) 2014 قانونا يعاقب من يُدان بتهمة التحرش الجنسي بالسجن ستة أشهر على الأقل أو تغريمه ثلاثة آلاف جنيه في الحد الادنى. وفي فلسطين، أطلقت نادية السيد أحمد في تشرين الأول (اكتوبر) الماضي خدمة «تاكسي أم وسيم» بشكل رسمي في طرقات مدينة ومحافظة الخليل، المخصصة للنساء فقط. وعلى الرغم من مواجهتها للكثير من الانتقادات باعتبار ان المشروع يتعارض مع العادات والتقاليد، إلا ان السيدة نادية مضت في مشروعها متجاوزة تلك العقبات. وفي الاردن، دفعت ظاهرة التحرش مجموعة من الطالبات إلى إطلاق مبادرة «شي كاب» التي تهدف إلى تأمين وسيلة مواصلات آمنة للنساء، من خلال العمل على تأهيل النساء لقيادة المركبات العمومية وكسر احتكار الرجال لهذه المهنة. وأطلقت المبادرة في الولاياتالمتحدة، في اطار برنامج التبادل الثقافي لتمكين المرأة ودعمها لتولي ادوار القيادة، لكن المبادرة لم تدخل حيز التنفيذ بسبب صعوبات في توفير التمويل، ومن المنتظر ان ترى النور العام المقبل. وليست الدول العربية وحدها التي تعاني من ظاهرة التحرش. ففي كانون الأول (ديسمبر) 2014، دعت مؤسسات وشركات في الهند إلى توفير سيارات أجرة تقودها نساء في مختلف أنحاء البلاد، وذلك بعدما قالت امرأة تقود سيارة أجرة تابعة لشركة «أوبير» انها تعرضت للاغتصاب. وكانت ولاية كيرالا الجنوبية أطلقت العام 2013 مشروع سيارات أجرة «شي تاكسي» الذي يضم 40 سيارة أجرة وردية اللون تقودها نساء، مزودة بأجهزة إنذار مرتبطة بمراكز للاتصال. وقال المدير التنفيذي ل «شي تاكسي" إن الخدمة أصبحت الآن نموذجاً تسعى حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي لتطبيقه في مختلف أنحاء البلاد، مضيفاً ان «الحادث الذي وقع في دلهي يظهر الحاجة إلى وجود شي تاكسي في عموم البلاد». أما في بريطانيا، فقد أسست امرأتان خدمة «بينك لايديز كابز» قبل 10 سنوات، في محاولة لايجاد وسيلة نقل آمنة للنساء في بلد تتزايد فيه حالات الاغتصاب من قبل سائقي التاكسي، بحسب نيكول ويستمارلاند مديرة منظمة «رايب كرايسيس». وقالت الناطقة باسم «بينك لايديز كابز» ايما تريمبل ان الخدمة وجدت رواجاً كبيرا في أوساط النساء، إذ بلغ عدد الزبائن 10 آلاف امرأة في أقل من عام. ولضمان أقصى درجات السلامة، ترفض «بينك لايديز كابز» أن تتلقى المال نقداً، ويتم الدفع عبر الانترنت، وترسل الشركة رسالة قصيرة أو تتصل بطالبة الخدمة لابلاغها بوصول السيارة لكي لا تنتظر في الخارج، ولا تغادر سيارة الأجرة بعد ايصال الزبونة قبل التحقق من دخولها إلى منزلها.