أفاد مصدر رسمي بأن المملكة العربية السعودية أبرمت اتفاقات مع فيتنام تفتح المجال أمام التعاون في مجالي النفط والغاز، ويتضمن احتمال استثمار السعودية في مصانع تكرير في فيتنام. وجرى توقيع الاتفاقات أول من أمس في الرياض بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس الفيتنامي نغوين مينه تريات، خلال زيارة الأخير المملكة. وأشارت معلومات صحافية إلى أن فيتنام تسعى إلى الحصول على مساعدة المملكة لبناء مصفاتين للنفط الخام. وأبرم البلدان اتفاقاً «لتجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب الضريبي» وآخر «إطارياً للتعاون في المجالات الزراعية والثروة الحيوانية والسمكية». وتُعتبر فيتنام مصدراً للمنتجات الزراعية، منها الرز والفواكه. بينما تبحث السعودية عن الاستثمار في مشاريع في الخارج لضمان أمنها الغذائي. ودعا الرئيس الفيتنامي مجموعة من رجال الأعمال السعوديين إلى الاستثمار في فيتنام، واعداً بتعزيز المبادلات الثنائية التي قدرتها وكالة الأنباء السعودية، بنحو 296 مليون دولار خلال العام الماضي. وتبحث الرياض وهانوي أيضاً في إمكان زيادة عدد الفيتناميين العاملين في السعودية والمقدّر عددهم بنحو سبعة آلاف شخص. وكثّفت الشركات السعودية الخاصة مثل سائر دول الخليج العربية التي تعتمد على استيراد مواد الغذاء، جهودها خلال العامين الماضيين، وبمباركة حكوماتها، لشراء الأراضي أو استئجارها في دول نامية لضمان تأمين الإمدادات بعد طفرة أسعار السلع الأولية عام 2008. وتعدُّ المملكة من أكبر خمسة بلدان مستوردة للرز في العالم، وفيتنام ثاني أكبر بلد مصدر لهذا المحصول في العالم. وبدأ الرئيس الفيتنامي نغوين منه تريت زيارة للمملكة تُعدّ نادرة، يرافقه مسؤولون من شركتي النفط الحكوميتين «بتروفيتنام» و «بتروليمكس». والتقى رجال أعمال سعوديين طالبوا بلوائح استثمارية مرنة، وبإمكان الاستثمار في الأراضي الزراعية في فيتنام واستقدام العمال الفيتناميين إلى المملكة. وأكد عضو مجلس الغرف السعودية محمد الراجحي خلال الاجتماع، الرغبة في الاستثمار في زراعة الرز في فيتنام. ووافقه الرئيس الفيتنامي الرأي، معلناً أن «اقتراحاتكم ستنفذ على الفور، وسنقدم ما تطلبون». وقال: «نتطلع إلى جذب رأس المال السعودي إلى قطاعات الزراعة والنفط والصناعة في فيتنام».وأعلن مسؤول فيتنامي أن البلدين «سيوقعان بروتوكولاً لتعزيز التعاون في صناعات النفط والغاز والبتروكيماويات والموارد المعدنية». واعتبر أن «الاتفاق يشجع في الأساس «أرامكو السعودية» على الاستثمار وتوريد النفط الخام إلى مصفاتي النفط اللتين تعتزم حكومة فيتنام بناءهما، ويفتح في الوقت ذاته الباب أمام «بتروفيتنام» للمشاركة في أعمال التنقيب والاستخراج في السعودية». وذكر مسؤول كبير في «بتروفيتنام»، أن إحدى المصفاتين «ستبنى في مقاطعة «فونغ تاو» وتطرح نحو 70 في المئة من رأس مالها على شريك أجنبي. وتبلغ طاقتها الإنتاجية 200 ألف برميل يومياً». وشجع «أرامكو السعودية» على الانضمام الى هذه المشاريع. وأعلن نائب المدير العام في «بتروليمكس» نغوين كوانغ كين، أن شركته «تريد شركاء أجانب في مصفاة أخرى بالطاقة الإنتاجية ذاتها تبنى في منطقة خليج فان فونغ». وتسيطر «بتروليمكس» على 55 في المئة من سوق توزيع الوقود في فيتنام التي يقطنها 86 مليون نسمة ويفوق معدل نموها الاقتصادي سبعة في المئة سنوياً، وفيها مصفاة تكرير واحدة بطاقة 140 ألف برميل يومياً. ويتواصل نمو الطلب على البنزين في فيتنام ثاني أكبر مستورد آسيوي لوقود السيارات. ويُتوقع زيادة وارداتها نحو عشرة في المئة هذه السنة.