غزت مفردات عدة من اللهجة السودانية مختلف الثقافات، لتصبح كلمة «زول» بمعنى رجل، وعبارة «آي» التي تدل إلى الإيجاب، معروفة لدى عدد كبير من سكان الدول العربية المختلفة. ولكن على رغم ذلك، تظل بعض الكلمات السودانية مجهولة المعنى بالنسبة إلى كثر، مثل ما هو الحال مع عدد من اللهجات العربية المحلية، الأمر الذي دفع المبرمج السعودي عبد الله عارف إلى ابتكار موقع «معجم» لجمع معاني مفردات اللهجات العامية. ويشمل الموقع فهرساً لتصنيف اللهجات بحسب الدولة، ويسمح للمستخدمين بإضافة مصطلحات جديدة من لهجاتهم الخاصة وشرحها بأسلوب بسيط ومفهوم. ويتعرف الزائر إلى هدف الموقع من خلال رسالة موجودة في الصفحة الرئيسة، توضح أن «معجم هو أكبر منصة تعنى بجمع وتعريف المصطلحات والأمثلة الدارجة في اللهجات العربية العامية»، وتحض الزائر إلى المشاركة في «إثراء محتوى الموقع، من طريق تعريف الكلمات الدارجة في بلدك». وتحتوي الصفحة الخاصة بالسودان في موقع «معجم» على 149 مصطلحاً من اللهجة الدارجة التي بلغ عدد متحدثيها في 2013، حوالى 29 مليون شخص. وبما أن المصطلحات الخاصة بالبلد المعين تصنف أبجدياً، جاءت عبارة «آي» في أول صفحة اللهجة السودانية، مُفسرة «بمعنى أجل»، كما تم وضعها في جملة للتوضيح، هي: «آي يا زول، هذه كله صحيح والله». ومن المصطلحات التي فسرها الموقع أيضاً، كلمة «خشم» التي تشير في دول الخليج إلى الأنف، بينما تعني في اللهجة السودانية الفم، وأشير إلى ذلك في المثال المرفق: «افتح خشمك»، أي فمك. وشرح مستخدمو «معجم» أن كلمة «جداد» تدل إلى الدجاج، مثل «البيض من الجداد»، فيما تعني عبارة «ضربوا لي هسه» أنهم اتصلوا علي الآن، كأن يقال «يا أحمد، أهلك ضربوا لي هسه»، أما مصطلح «يا حليلو» فيعبر عن الشفقة والحزن، أو الشوق الشديد لشخص غائب أو عزيز رحل. ولا تخلو اللهجة السودانية من مفردات ساخرة تتداولها فئات معينة من المجتمع، مثل عبارة «السماء الأحمر» التي تشتهر بها الأمهات، وتعني مثل ما فسرها الموقع: «مكان تذهب إليه الأمهات عندما يسألهن أطفالهن إلى أين هن ذاهبات». ويورد «معجم» مثالاً على ذلك، حواراً معروفاً في كل العائلات عندما ترفض الأم الإفصاح عن وجهتها: «الإبن: أمي انتِ ماشة وين؟ الأم: ماشة السماء الأحمر». وتتداول جميع فئات المجتمع السوداني كلمة «شمار» التي لها، بحسب الموقع، معنيان، أولهما أنه «نوع من البهار يستخدم في الطهي»، والآخر أنها «كلمة تقال عند الاستفسار بفضول عن أخبار الناس»، مثل القول: «الشمار شنو يا جماعة؟». وتلقى الموقع انتقادات عدة، منها أنه ينتقص من اللغة العربية الفصحى ويشجع على نمو اللهجات العامية. لكن مؤسسه يرى أن ذلك «إدعاء ساذج وغير واقعي، لأن معظم العرب يتواصلون باللهجات العامية، فما الضرر في معرفة بعض معاني المصطلحات الغريبة علينا؟ أضف الى ذلك كون تعريف المصطلحات في الموقع بالعربية الفصحى».