كشف أحد مراكز التأهيل النفسي في العاصمة المقدسة أخيراً، حال عنف أسري جديدة ضحيتها طفلان شقيقان أحدهما معاق حركياً لم يتجاوز الخامسة من عمره، فيما بلغ الثاني ثمانية أعوام، تعرضا لتعذيب عنيف من قبل أبيهما بشكل دوري، أثناء الفترة التي يمكثان فيها معه نهاية كل أسبوع، إذ دأبت أمهما على إرسالهما لطليقها (والد الطفلين)، امتثالاً لحكم المحكمة الشرعية الذي قضى بهذه الزيارة. وأكدت والدة الطفلين المعذبين (فضلت عدم ذكر اسمها) ل«الحياة» أنها لم تكتشف حقيقة الأمر إلا بعد أن شاهدت جسدي طفليها، حين همت بغسلهما وتنظيفهما بعد عودتهما من منزل والدهما نهاية الإجازة الأسبوعية. وقالت ل«الحياة»: «كنت أشاهد طفليّ، خصوصاً عند عودتهما من زيارة أبيهما يوم الجمعة، يفكران كثيراً، ويعيشان حالةً من الشرود الذهني والتأمل، ولا يردان على أسئلتي واستفساراتي إلا بعد فترة، خصوصاً ابني المعاق، ما أثار بداخلي استفهامات عدة عما يحدث لابنيّ». وأضافت: «لم أكتشف الحقيقة المرة إلا بعد فترة، و ذلك عندما كنت أغسل طفلي المعاق، إذ شاهدت آثار ضرب واعتداء على جسده الغض، واجهته وشقيقه مباشرةً بالسؤال عن سبب وجود هذه الآثار، ومن كان يعتدي عليهما بالضرب، فحاولا إخفاء الأمر عليها في البداية، خوفاً من أمور أجهلها، ولكنهما ومع تهدئتهما، ومحاولة استدراجهما بالحديث اعترفا لي بالواقعة الخطرة، مقرين بأن أباهما هو من كان يعتدي عليهما، و يضربهما بشكل فاضح، حتى وصل الأمر به إلى تهديدهما بالقتل إن هما أخبرا أحداً بما حدث لهما من اعتداء وتعذيب». وأشارت إلى أن طفلها الكبير أخبرها أن والده وبمجرد دخولهما منزله كان يربطهما ويقيدهما بحبل، ويستمر في تعذيبهما طوال فترة إقامتهما عنده أيام الإجازة الأسبوعية من دون سبب، وعلى فترات متقطعة، لافتةً إلى أنها أخبرت أباها عن هذه الواقعة، الذي بدوره بدأ يحاول استصدار قرار من المحكمة العامة في مكة لوقف زيارة الطفلين لأبيهما، ومنعهما من هذه الزيارة نهائياً، حرصاً على حياتهما. من جانبها، أكدت مسؤولة مركز التأهيل ل«الحياة» أن والدة الطفلين أحضرت طفليها لمراجعة المركز بسبب ما كانا يعانيانه من اضطرابات نفسية شديدة وخوف وقلق مستمرين، وعند الكشف المبدئي على جسدي الصغيرين اتضح لها وجود آثار ضرب واعتداء جسدي متنوع على أجزاء متفرقة من جسديهما، وبعد سؤال الأم ومواجهتها بحقيقة الأمر اعترفت بالحقيقة التي أذهلت العاملات داخل المركز. وأوضحت أن وفداً من المركز زار منزل الطفلين، واطلع على كل تفاصيل حياتهما، وطريقة العيش التي يعيشانها، مؤكدةً أنهما يعيشان حالة فقر مدقعة، ويسكنان في أحد الأحياء الفقيرة في مكة، لا تتوافر فيه أبسط مقومات الحياة البسيطة، «وأن المركز بصدد درس حال الطفلين، والعمل على حل مشكلاتهما وفق إمكاناته».
