حينما قرر الشاب خالد البدر من سكان الرياض عقد قرانه على قريبته، التي تسكن في المنطقة الشرقية، وجد صعوبة في ذلك، كونهما لم يعملا الفحص الطبي قبل الزواج . تردد خالد على منزل والد قريبته مراراً وتكراراً، لإتمام عقد القران، والعودة إلى الرياض، لكنه في كل مرة يحضر مأذوناً شرعيايزيد من صعوبة الأمر، لأنه يطلب إحضار نتيجة فحص طبي. يقول البدر: «وصلت إلى مرحلة من اليأس من إتمام عقد قراني، ما جعلني أستسلم للأمر، وهذا ما اتفقت مع والد قريبتي، لإجراء فحص طبي لي ولخطيبتي، لكنه قبيل ذهابي إلى المستشفى بساعات، اتصل علي أحد أصدقائي، الذي وجد حلاً لمشكلتي، بمعرفته لمأذون شرعي يعقد قراناً من دون فحص طبي»، مشيراً إلى أنه اتصل بالمأذون الذي وصل إليه بعد ساعة من المكالمة. وأضاف أن المأذون أتم عقد قرانه، دون تشديد على إجراء الفحص، إذ سأله عن وجود مرض في العائلة، وبعدها غادر المنزل، إلا أنه لحق به، وأعطاه مبلغاً مالياً، كونه أنهى مشكلة عقد القران، لافتاً إلى أن المأذون طلب منه الاتصال به عقب أربعة أيام للحصول على عقد النكاح، مصدقاً عليه من المحكمة الشرعية. قصة البدر تعتبر نادرة من بين قصص الهروب من الفحص الطبي قبل الزواج، إذ إن شباناً عدة قبل عقد قرانهم، يتجهون إلى المستشفيات التي بها أصدقاؤهم، لمساعدتهم في تجاوز الفحص، والاستعجال في ظهور نتيجته، أو يعقدون قرانهم لدى مأذونين يعرفونهم، لإمهالهم في إجرائه، ومن ثم الحصول على عقد النكاح. ويذكر الشاب نواف عبدالله أنه عقد قرانه لدى مأذون شرعي تربطه به علاقة، لمنحه مهلة إجراء الفحص الطبي، ومن ثم تقديمه له، والحصول على عقد النكاح، لافتاً إلى أنه اضطر إلى ذلك، نتيجة المدة الزمنية التي تمتد إلى 10 أيام، لظهور نتيجة الفحص. من جانبه، شدد المأذون الشرعي في محافظة الطائف نوار العتيبي على أهمية إجراء الفحص الطبي على الزوج والزوجة، خصوصاً عقب صدور الأنظمة من الدولة بعدم عقد القران دون فحص طبي. وأضاف: «قد يتساهل بعض المأذونين مع المتزوجين، من خلال عقد القران، وإعطائهم مهلة لحضور الفحص الطبي، ومن ثم منحهم العقد، بيد أن هذا لا يعتبر مخالفة، وإنما مساعدة في إتمام الزواج»، مشيراً إلى أن بعض الشبان يصطحب عقوداً مزورة، ومخالفة، مثل أن يأتي بعقد من مستشفى غير معترف به، أو من مستشفى من خارج المملكة، أو فحص لشخص آخر.