كشفت تقارير وزارة الصحة أن عدد المراجعات لعياداتها ومستشفياتها خلال عام 1430ه، في ما يتعلق بأمراض الدم، وغالبها وراثي، تجاوز 446 ألف مراجعة، وهو ما يعتبر مؤشراً خطراً إلى تفشي الأمراض الوراثية بين السعوديين، خصوصاً أن الأرقام شملت أمراض الدم فقط، ولم تشمل الإعاقات الجسدية والعقلية والأمراض الوراثية الأخرى. ومنذ أن بدأت وزارة الصحة تطبيق برنامج فحص ما قبل الزواج قبل 6 أعوام وحتى الآن، تم الكشف عن آلاف الحالات غير الصالحة للزواج، بسبب النتائج السلبية للفحص، سواء أكانت لأسباب وراثية أم لأمراض معدية. وفي الوقت الذي تفاخر فيه وزارة الصحة بأن برنامجها غطى 100 في المئة من الشريحة المستهدفة، أكد مأذونو أنكحة ل«الحياة» أن 50 في المئة من العازمين على الارتباط لا يعطون نتائج الفحص أي أهمية، مهما كانت نتائجه، في حين قلل آخرون من هذه النسبة، مؤكدين أن نسبة الملتزمين أقل بكثير من هذه النسبة. ويعترف مواطنون خلال حديثهم إلى «الحياة» بأنهم لم يتجاهلوا الفحص فقط، بل تهربوا منه بطرق ملتوية، كجلب مأذون أنكحة عن طريق معرفة، يعقد القران من دون رؤية الفحص الطبي، أو عبر استخراج فحص مزوّر من المستشفيات عبر «واسطة». وتأتي هذه المشكلات والتجاوزات في كفة، لكن «أكاذيب ما قبل الزواج» تأتي في الكفة الأخرى، فكثيرون أولئك الذين تورطوا سواء أكانوا ذكوراً أم إناثاً مع شريك عمر، اكتشف بعد الارتباط أنه مصاب بعاهة نفسية أو جسدية، خبأها الشريك وأهله.