قُتل 10 يمنيين على الأقل بينهم جنديان في اشتباكات أمس بين الحوثيين وقوات حكومية ترابط عند أحد مداخل مدينة عمران (شمال صنعاء). واستولى المسلحون الحوثيون الذين حاولوا دخول المدينة للتظاهر في ذكرى ما يسمونه «يوم الشهيد»، على آليات الجنود وأسروا عدداً منهم وسط توقعات بتصاعد التوتر في المدينة على رغم تدخل لجنة وساطة رئاسية لاحتوائها. وجاءت هذه التطورات بالتزامن مع اجتماع ضم المئات من زعماء القبائل وأعضاء منظمات المجتمع المدني الموالين لحزب «المؤتمر الشعبي العام» في صنعاء أعلنوا فيه تأييد الخطوات التي اتخذتها السعودية والإمارات والبحرين ضد الدول والجماعات المساندة للإرهاب. وأكدت مصادر أمنية وشهود ل «الحياة»، «أن قوات من الجيش والأمن اعترضت مسيرة مسلحة للحوثيين عند مدخل مدينة عمران كانت متجهة للمشاركة في تظاهرة وسط المدينة ما أدى إلى اشتباكات بين الجانبين أدت إلى مقتل جنديين وجرح اثنين آخرين وسقوط سبعة قتلى من الحوثيين الذين تمكنوا من السيطرة على نقطة التفتيش وأسر عدد من الجنود». واتهمت مصادر حوثية تحدثت إلى «الحياة» قوات من الجيش وميلشيا تابعة لحزب الإصلاح (الإخوان) بالاعتداء عليهم والتصدي لمسيرة كانت تريد الانضمام إلى تظاهرة ينظمها أنصارهم وسط المدينة للمطالبة بإقالة محافظ عمران الموالي ل «الإصلاح» وقائد اللواء 310 الذي يتهمونه باستهداف عناصرهم». واتهمت وزارة الداخلية جماعة الحوثي بمهاجمة النقاط الأمنية في عمران ما أدى إلى قتل جندي وجرح اثنين آخرين، وأبدت في بيان لها استغرابها الشديد لما وصفته ب «الممارسات المخالفة للقانون التي تقوم بها بعض العناصر المسلحة في محافظة عمران». وقالت «إن تلك العناصر المسلحة الخارجة عن القانون والتابعة ل «أنصار الله» (الاسم الرسمي للحوثيين) هاجمت عدداً من النقاط الأمنية وحاولت دخول مدينة عمران بمختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة». وأفادت مصادر قبلية ب «أن مئات المسلحين الحوثيين يحتشدون في المناطق التي يسيطرون عليها شمال عمران استعداداً لدخولها بالقوة، في وقت وصلت إلى مكان المواجهات لجنة وساطة رئاسية في محاولة لتهدئة الموقف والوصول إلى تسوية مع الحوثيين». وكان زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي وجه خطاباً إلى أنصاره أول من أمس، رفض فيه تسليم سلاح جماعته إلى الدولة في ظل ما وصفه «وجود دولة ضعيفة غير قادرة على حماية أنصاره من التهديدات الداخلية والخارجية». وشهدت الأسابيع الأخيرة مواجهات عنيفة بين الحوثيين ورجال القبائل الموالين لحزب الإصلاح في مناطق متاخمة لصنعاء من جهة الشمال الغربي في مديرية همدان سقط فيها العشرات قبل أن تتدخل السلطات لفض القتال وإخلاء المنطقة من مسلحي الفريقين». في غضون ذلك دان المئات من زعماء القبائل وقادة المنظمات الموالين لحزب المؤتمر الشعبي بزعامة الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح أمس في اجتماع حاشد بصنعاء، أعمال الإرهاب وأعلنوا تأييد المواقف الأخيرة للسعودية والإمارات والبحرين ضد الجماعات الإرهابية مطالبين الدول العربية باتخاذ مواقف مماثلة. كما رفعوا شعارات ولافتات تدعو للاصطفاف الوطني والعربي والإقليمي في مواجهة الإرهاب وتندد بما وصفته ب «أخونة الدولة» في إشارة إلى مساعي حزب الإصلاح للاستحواذ على المناصب القيادية في الدولة وإقصاء بقية الشركاء السياسيين في العملية الانتقالية.