خيم التوتر والقلق على قطاع غزة الذي شهد امس تصعيداً امنياً تمثل بغارات اسرائيلية لليوم الثاني على التوالي استهدفت أنفاقاً حدودية في منطقة رفح واسفرت عن استشهاد فلسطينيين اثنين، ورافقها توغل محدود للقوات الاسرائيلية شمال القطاع، اضافة الى اطلاق النار على مزارعين جنوب القطاع. (راجع ص 4) وأكد الجيش الاسرائيلي انه قصف ثلاثة أنفاق بالصواريخ رداً على اطلاق صواريخ من القطاع سقطت في منطقة المجلس الاستيطاني الاقليمي «شاعر هنيغيف» في منطقة النقب الغربي، علماً ان هذه الصواريخ مجهولة المصدر، اذ لم تعلن جهة فلسطينية مسؤوليتها عنها. وفي وقت لاحق، اعلن مسؤول طبي فلسطيني لوكالة «فرانس برس» انه «تم العثور على جثتي فلسطينييْن قتلا في نفق انهار نتيجة القصف الاسرائيلي». وقال شهود ان القتيلين كانا في نفق في حي البرازيل على الحدود مع مصر عندما وقعت الغارة. ويخشى الغزيون ان تعود الأجواء الى ما كانت عليه قبل الحرب الاسرائيلية على غزة نهاية العام الماضي، وان تعمد الحكومة الاسرائيلية اليمينية الى التصعيد العسكري ضد القطاع باسم الرد على اطلاق الصواريخ. في الوقت نفسه، يخشى المواطنون من ان يتحول قطاع غزة مسرحاً دامياً لحل التناقضات المتوقع ان تنشأ بين الادارة الاميركية والحكومة الاسرائيلية، خصوصا بعد الزيارة المرتقبة لرئيس الحكومة بنيامين نتانياهو الى واشنطن ولقائه الرئيس باراك اوباما. وكشفت مصادر فلسطينية ل « الحياة» ان مصر نقلت في الاسابيع الاخيرة الى الحكومة المقالة في غزة وحركة «حماس» رسالة اسرائيلية مفادها ان حكومة نتانياهو سترد بقوة في حال استمر اطلاق الصواريخ. واضافت المصادر ان «حماس» بدورها نقلت مضمون الرسالة الى حركة «الجهاد الاسلامي» والجبهتين «الشعبية» و «الديموقراطية» لتحرير فلسطين اثناء اجتماع عقدته الفصائل الاربعة لهذا الغرض في 21 من الشهر الماضي، وطلبت خلاله التزام اتفاق التهدئة الذي كانت هذه الفصائل توصلت اليه في السابق، مشيرة الى ان «المصلحة الوطنية تقتضي عدم تحميل الشعب الفلسطيني مزيدا من المعاناة». واضافت المصادر ان الفصائل الاربعة نفت اي علاقة لها بإطلاق الصواريخ، وان «الديموقراطية» التزمت وقف النار، في حين طلبت كل من «الجهاد» و «الشعبية» مهلة للرد، علماً ان الفصيلين لا يطلقان الصواريخ في الوقت الراهن.