أكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أن كل ما تضمره بلاده للعراق هو الخير والاستقرار والوحدة والاستقلال، مشيراً إلى أن هذا لن يأتي إلا بإرادة عراقية، ولن يأتي من خارج العراق، وقال: «كل أملنا مهما كانت التوجهات لإنشاء الحكومة، المهم أن يكون مضموناً للعراقيين العيش الآمن في إطار استقلال كامل وسيادة كاملة على أراضيه، وتحقيق المساواة في التعامل أمام القانون لكل فرد من شعب العراق أياً كان هويته أو ديانته». جاء ذلك بعد أن افتتح الأمير سعود الفيصل في مقر وزارة الخارجية في الرياض أمس الاجتماع العام لسفراء خادم الحرمين الشريفين ورؤساء بعثات المملكة في الخارج الذي يستمر خمسة أيام. وقال وزير الخارجية السعودي في رد على سؤال حول الزيارة التي قام بها وفد من التيار الصدري للسعودية، وفي أي إطار كانت: «الاخوان في العراق مرحب بهم في المملكة بطبيعة الحال، بكل طوائفهم وبكل أعراقهم، التيار الصدري معروف في العراق، وحصلت لقاءات مثمرة معهم، وستكون هناك زيارات متلاحقة لشخصيات عراقية إلى المملكة». وحول تفسير الزيارة التي قام بها إياد علاوي إلى السعودية قبل أسبوعين من موعد الانتخابات العراقية، بأنها كانت رسالة دعم من الرياض لقائمة رئيس الوزراء العراقي الأسبق في السباق الانتخابي، قال الفيصل «نحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية، ونقف مع كل عراقي مع وحدة العراق واستقلاله وسيادته، ونقف على مسافة واحدة من جميع السياسيين». وأكد الأمير سعود الفيصل في كلمة له خلال الاجتماع بالسفراء أن تطوير الهياكل الإدارية والإجرائية الذي تم بعد الاجتماع السابق، أوجد الأرضية الصلبة والتربة الصالحة والبيئة المناسبة لجمع شتات الجهود المبعثرة والأفكار المتناثرة في صيغة جديدة تكفل تنسيق الجهود وترتيبها وتنظيمها وتحقيق التناغم والتجانس بينها، في إطار يجمع بين المنظور العلمي المدروس والمشروع التطبيقي الممكن والقابل للتنفيذ. وأضاف: «أنه من هذا المنظور تم وضع خطة إستراتيجية شاملة ومركزة وواضحة وفي إطار زمني محدد وبرنامج تنفيذي معلوم حملت عنوان «الخطة الإستراتيجية الخمسية للعمل الديبلوماسي السعودي ودور الوزارة والبعثات في تنفيذها» والتي ستشكل جدول أعمال الاجتماع بمحاورها (السياسية والاقتصادية والثقافية والإعلامية والقنصلية والمعلوماتية والتقنية والإدارية والمالية، إضافة إلى شؤون المراسم). وأشار إلى أنه روعي أن يكون مشروع الخطة موضوعياً ومستنداً على أسس قوية، وأن ينطلق من الأهداف الإستراتيجية للخطة الخمسية التاسعة للدولة المتمثلة في الإسهام في بناء حضارة إنسانية في إطار القيم الإسلامية السمحة بمثلها الأخلاقية، وترسيخ أسس الدولة وهويتها ودورها العربي والإسلامي، والمحافظة على الأمن الوطني الشامل، وتحقيق التنمية الشاملة المستدامة، والتوجه نحو الاقتصاد المبني على المعرفة.