انتشرت عناصر من قوات حرس الحدود الروسي على حدود جمهوريتي اوسيتيا الجنوبية وأبخازيا الانفصاليتين عن جورجيا، تنفيذاً لاتفاقين وقعتهما موسكو الخميس الماضي مع الجمهوريتين. وأوضح اناتولي زايتسيف، رئيس هيئة اركان القوات العسكرية الابخازية، أن «وحدات حرس الحدود وصلت الى منطقة غاليا الحدودية، فور توقيع الاتفاق بين موسكو وأبخازيا، وسيتمركزون قريباً جداً في مناطق حدودية اخرى». فيما ابدت واشنطن قلقها الجدي من التعزيزات الروسية، «خصوصاً ان الاتفاقين يتنافيان مع التزامات روسيا بموجب اتفاق وقف النار الذي ابرم في 12 آب (أغسطس) الماضي، وفي مقدمها انسحاب القوات الروسية من أوسيتيا الجنوبية». وأكد وزير الخارجية الجورجي غريغول فاشادزة اول من امس، قبل بدء الحلف الأطلسي (ناتو) مناورات عسكرية في جورجيا الاربعاء المقبل، على رغم معارضة موسكو، رصد تحركات لقوات مدرعة روسية وانتشارها في منطقة أخالغوركسي في محيط عاصمة اوسيتيا الجنوبية تسيخانفالي. لكن موسكو سارعت إلى نفي صحة مزاعم جورجيا، ووصفتها بأنها «ملفقة بهدف صرف الأنظار عن الوضع الداخلي المتفجر في جورجيا»، في إشارة إلى تسارع وتيرة تحركات المعارضة الجورجية لإسقاط الرئيس ميخائيل ساكاشفيلي. وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أنها أعلنت عطلة رسمية لأيام داخل معسكرات قواتها التي ترابط في أوسيتيا الجنوبية احتفالاً بأعياد العمال والربيع كما الحال داخل البلاد. وتأزم الوضع مجدداً في منطقة القوقاز أخيراً في ظل إصرار الحلف الأطلسي على تنفيذ المناورات العسكرية، علماً ان موسكو أكدت انها لن تفرض حال تأهب خلال المناورات، لكنها هددت بأنها سترد في شكل مناسب على ما وصفته بأنه «تصعيد خطر للموقف في المنطقة»، ووقعت الخميس اتفاقين يعززان سيطرتها على حدود أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، ما أثار انتقادات غربية واسعة واعتبرته تبليسي «تكريساً لاحتلال الجمهوريتين، وخطوة كبيرة نحو ضمهما إلى روسيا» . تزامن ذلك مع نشر صحيفة «آليا» تقريراً افاد بأن الرئيس ساكاشفيلي سيستقيل من منصبه خلال أيام، في حال حصل على ضمانات كافية بعدم ملاحقته قضائياً، مشيرة الى ان بطريرك جورجيا إيليا يسعى الى ضمان تطبيق هذا الاتفاق مع أحزاب المعارضة التي أطلقت في التاسع من نيسان (ابريل) الماضي حملة واسعة دعت الى اقالة الرئيس، وصعدت نشاطها في الشارع في محاولة لإعلان عصيان مدني كامل لإجباره على التنحي، علماً انها تتهم ساكاشفيلي بتدمير اقتصاد البلاد وإدخالها في مواجهة عسكرية خاسرة مع روسيا واختلاس أموال عامة. لكن مصادر في موسكو قللت من أهمية التقرير، واستبعدت رضوخ ساكاشفيلي لمطالب المعارضة.