ما زالت المغنية الفرنسية الراحلة إديت بياف، وبعد مئة سنة على ولادتها، تمثل أحد رموز باريس في نظر العالم، وظهر ذلك من خلال تأدية الكثير من أغانيها خلال الوقفات التضامنية مع العاصمة الفرنسية إثر اعتداءات 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. ولدت بياف في 19 أيلول (سبتمبر) 1915 في بيلفيل، وأقيم قداس في ذكرى ولادتها السبت الماضي في كنيسة الحي الشعبي في باريس. وستكرم ذكراها طوال عطلة نهاية الأسبوع مع حفلات غنائية في قاعة الحفلات التابعة للأوركسترا الفلهرمونية. وهي استحالت رمزاً لفرنسا إلى جانب العلم الثلاثي الألوان وبرج «إيفل» والنشيد الوطني. وفي المكسيك، بث نادي «تيغريس» لكرة القدم «لا في أن روز» بعد دقيقة صمت، فيما انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي مقتطفات من أغنيتها «سو لو سييل دو باري» (تحت سماء باريس). ويقول كاتب سيرتها روبير بيليريه: «قبل محتوى أغانيها، صوتها هو الذي أثر في الكثير من الناس عبر العالم. فالصوت يتجاوز اختبار الزمن والحدود الجغرافية، ومن المؤثر أن نرى أن هذه الطفلة الصغيرة من بيلفيل تكون دائماً في المقدمة كلما مرت البلاد بمأساة». ويضيف «لقد عرفت حياة مضطربة، وهي لا يمكن أن تجسد القيم الفرنسية. إلا أنها كانت ناطقة باسم البلد بسبب الشغف الذي كان يتملكها». وكانت بياف أول فنانة فرنسية تكوّن جمهوراً عالمياً، خصوصاً في الولاياتالمتحدة. ومنذ وفاتها في 10 تشرين الأول (أكتوبر) 1963 لم تتراجع شهرتها البتة. وترد أغنية «لا في أن روز» التي ألفت كلماتها سنة بعد أخرى بين أفضل عشر أغنيات فرنسية، وتحقق أفضل حقوق المؤلف على الصعيد العالمي.