كانت كاميرا جوال والدتها الذي تأخذه خلسة، لتوثّق من خلاله أجمل اللقطات العائلية والنزهات وجلسات المذاكرة فترة مراهقتها، الانطلاقة التي جعلت منها فنانة فوتوغرافية مميزة، كُرّمت في المحافل الدولية والمحلية لاحقاً. فالمصوّرة الشابة منيرة السويحب في لقطاتها ملامح الجمال من قلب المناظر القبيحة، وتتناول في شكل خاص المجال الحر والتراث العمراني. وترى السويحب أن ما يميز المصوّر هو الاهتمام بالتفاصيل، والبعد من الأسلوب التقليدي في تناول الصورة، وطريقة إخراجها وزاويتها ومعالجتها، واختيار الألوان المناسبة ووضع اللمسات الأخيرة عليها. حصلت السويحب على أربع جوائز محلية وعالمية، لتميّز صورها وبراعة لقطاتها. تقول: «في مهرجان التصوير الذي أقيم في ألمانيا، فازت صورة التقطتها من أعلى «التلفريك» على طريق الهدا حيث الجبال الشاهقة، بالمركز الرابع من بين 651 صورة، من 43 دولة، وكرّمتني على الأثر وزارة الثقافة والإعلام السعودية». تضيف: «على رغم أن الصورة التُقطت بآلة تصوير بسيطة، فقد نالت إعجاب اللجنة، ما يؤكد أن الكاميرا ليست أكثر من أداة، بينما الأهم هو عين المصور وطريقة معالجته الصورة واختياره الزاوية المناسبة». وتؤكد أن فوزها في المهرجان فتح لها آفاقاً عدة، «لأن مجرد المشاركة مفتاح لشهرة الفنان». إلى ذلك، فازت السويحب بالمركز الثاني عن مشاركتها في مسابقة «جمال الخيل» ضمن «مهرجان الجواد العربي». تقول عن هذه التجربة: «على رغم افتقاري إلى أساسيات تصوير الخيل، وحضوري للمرة الأولى في ظل اكتظاظ المهرجان بمصوّرين محترفين اعتادوا الحضور والتقاط صور الخيل تحديداً، فإن اعتمادي على إحساسي وتحدّي ذاتي، لعبا دوراً في فوزي، وهو ما جرى الى حدّ بعيد في جائزة التراث العمراني حين نالت صورة «قبة المسعى» على المركز الثالث، وهي جائزة تشجيعية ضمن «معرض الحرمين الشريفين». ولا تقتصر نجاحات السويحب على ما سبق، بل شاركت في معرض كندا ضمن الأيام الثقافية السعودية، لافتة الى أن الفرق بين المصور العادي والفوتوغرافي «أن الأول ليس لديه استعداد لتصوير لقطات عدة ليصل إلى الصورة التي ترضيه، بخلاف المصور الهاوي، الذي لا يأبه بإعادة اللقطات حتى يحصل على الصورة التي ترضي مشاعره وتقنع أحاسيسه ونظرته». وعن طبيعة الزلات التي يقع فيها المصور، تلفت: «المعالجة الزائدة للصورة، والافتقار الى تناغم الألوان، وتردده من خوض التجربة والمغامرة. كما أن عليه ألا يسمع لانتقادات الآخرين وآرائهم السلبية كيلا تثبط من عزيمته، والمبادرة في عرض صوره في المسابقات، إضافة إلى الاطلاع على الصور الفائزة في المسابقات وتقويمها حتى يستفيد منها». من جهة أخرى، حققت المصورة الفوتوغرافية منى الحويطان، التي شاركت في معارض عدة على الصعيد الدولي مثل الصين، المركز الثالث في مسابقة «الوطن في عيون الفوتوغرافيين»، التي نظمتها إدارة التعليم في الزلفي لمناسبة اليوم الوطني. كما حصلت على المركز ال14 على مستوى مجموعة التصوير الضوئي لقاء مشاركتها بصورة قصر الملك عبدالعزيز في الخرج على هامش ملتقى التراث العمراني، وعلى المركز الثالث في مسابقة الأمير مشعل بن عبدالله الوطنية للتصوير الفوتوغرافي. تقول الحويطان: «التقاطي صور الأطفال، وكل ما يثير شغفي لتصويره، وإعجاب من حولي بأسلوب التصوير وطريقة التقاط اللقطة، ذلك كله لعب دوراً كبيراً في تطور أدائي وتنمية موهبة التصوير لدي». «أريد أن أكون مثلك عندما أكبر»، عبارة ترددها بعض طالبات المرحلة الابتدائية ممن يلتحقن بدورات التصوير التي أقوم بها، بل إن شغف بعضهن بالكاميرا يدفعهن إلى الاقتراب منها والسؤال عن أجزائها، ويبدين رغبتهن في التقاط بعض الصور. ومن أجمل الصور التي تركت أثراً في نفسها، «صورة المولودة التي لم يتجاوز عمرها بضعة أيام، وحصلت على جائزة لمناسبة اليوم الوطني، إذ بلغ عمرها الآن ثلاثة أعوام ومبهورة بصورتها التي تناقلتها وسائل الإعلام». وعن آمالها ومتطلباتها، تقول: «آمل بافتتاح معرض شخصي يضم مختلف صوري، ومضاعفة مشاركاتي على الصعيدين الدولي والمحلي». وتطالب الحويطان الجهات المعنية بدعم المصوّر، من خلال تفعيل دورات إثرائية مباشرة كفيلة بالرفع من أداء المصور وتنمية مواهبه، فضلاً عن الاقتصار على دورة واحدة طوال السنة، أو الاكتفاء بدورات إلكترونية من بعد. كما تطالب القائمين على مهرجانات التصوير الفوتوغرافي بعدم شخصنة الخلافات التي تجمع بينهم على حساب المصور نفسه، وتضيف: «إن اختلاف أحد القائمين على المهرجان مع أحد أعضاء مجموعة التصوير الضوئي، حال دون مشاركتي في مهرجان سابق أقيم في برج الخرج. ما زلنا في حاجة إلى تضافر الجهات ذات العلاقة لإنهاء معضلة «ممنوع التصوير» في الأماكن العامة، حتى يتمكن المصور من ترك بصمته في كل مكان والتحرر من قيود تكبل نجاحه».