أعربت الخرطوم عن تطلعها إلى أن يكون للولايات المتحدة دور ملموس في إقرار السلام في دارفور على غرار دورها في اتفاق السلام في جنوب البلاد الذي أنهى أكثر من عقدين من الحرب الأهلية. وتوقعت رفع اسمها من اللائحة الأميركية للدول الراعية للإرهاب عبر الحوار الجاري بينهما. وتوقع وزير الخارجية السوداني دينق ألور أن يعود المبعوث الرئاسي الأميركي سكوت غرايشن في زيارته الثانية إلى الخرطوم الثلثاء المقبل برؤية جديدة وخريطة طريق لتسوية القضايا العالقة واستكمال تطبيع العلاقات بين البلدين، موضحاً أنه في ضوء نتائج الحوار سينظر في إمكان زيارة وفد سوداني إلى واشنطن. وعن علاقات السودان مع دول الاتحاد الأوروبي، قال دينق ألور إن الحكومة ستركز جهودها على معالجة القضايا التي تقف في طريق تطوير العلاقات مع دول الاتحاد الأوروبي، مشدداً على أهمية الدخول في حوار جاد معها لتحقيق انفراج في العلاقات. وأضاف أن وزارته تعمل بصورة جادة لإعادة العلاقات مع تشاد إلى وضعها الطبيعي وتسوية الخلافات عبر الحوار، ورأى أن تطبيع العلاقات بين البلدين سيساهم في حل مشكلة دارفور. وفي السياق ذاته، يناقش زعيم «حركة العدل والمساواة» خليل إبراهيم اليوم مع المبعوث الأميركي غرايشن ولمدة يومين في العاصمة التشادية نجامينا إمكان استئناف الحركة محادثات السلام مع الحكومة في الدوحة، والأوضاع الإنسانية والأمنية في دارفور. وقال الناطق باسم «حركة العدل والمساواة» أحمد حسين إن لقاء غرايشن، موفد الرئيس باراك أوباما، مع إبراهيم يضم قيادات سياسية وعسكرية أيضاً، مؤكداً أن حركته ما زالت عند موقفها الرافض لاستئناف محادثات الدوحة حتى تعود المنظمات الدولية التي أبعدتها الخرطوم من دارفور وتطبيق اتفاق النيات الحسنة الموقّع في الدوحة في شباط (فبراير) الماضي. وانتقد حسين اتفاق الحكومة مع الإدارة الأميركية في شأن احلال منظمات بدل المطرودة من دارفور، ورأى أن هذا الاتفاق يساعد الحكومة في المماطلة وتسويف حل الأزمة الانسانية. إلى ذلك، توقعت الحكومة السودانية أن ترفع الولاياتالمتحدة اسمها من لائحة الدول الراعية للإرهاب بعد جولات حوار مرتقبة بينهما. واعتبر الناطق باسم الخارجية السودانية السفير علي الصادق استمرار وضع السودان في اللائحة الأميركية للدول الراعية الإرهاب من باب «الكيد السياسي»، مؤكداً أن لا علاقة لبلاده بأي دعم حقيقي للارهاب الدولي. وقال الصادق إن الخرطوم تنتظر رفع اسم السودان من اللائحة بمرور الوقت وجولات الحوار مع الإدارة الأميركية، باعتبار أن الحوار مع الإدارة الجديدة لباراك أوباما لم يبدأ إذ ان زيارة غرايشن السابقة إلى البلاد كانت استكشافية. وكان تقرير أميركي صدر قبل أيام أبقى على السودان وسورية وايران وكوبا ضمن القائمة السوداء للدول الداعمة الإرهاب، وأشار إلى أن عناصر من تنظيم «القاعدة» في المغرب العربي واعضاء في حركتي «الجهاد الإسلامي» و «حماس» الفلسطينيتين ما زالوا يعيشون في السودان. على صعيد آخر (رويترز)، ذكر تقرير أعده مجلس اللاجئين النروجي أن السودان ما زال البلد الذي به أكبر عدد نازحين حيث بلغ عددهم 4.9 مليون شخص أو ما يعادل شخصاً واحداً من بين كل ثمانية من تعداد السكان، وأكثر من نصفهم في إقليم دارفور الذي تمزقه الحرب غرب السودان. وتفرّق الوكالات الدولية بين النازحين محلياً الذين يخضعون لقضاء حكوماتهم وبين اللاجئين الذين انتقلوا إلى بلد آخر ويخضعون لحماية معاهدات دولية. ويوجد نحو 11 مليون لاجئ تتولى رعايتهم مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين ونحو 4.6 مليون فلسطيني تتولى مسؤوليتهم وكالة الأممالمتحدة لغوث اللاجئين وتشغيلهم. وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين انطونيو غوتيراس للصحافيين إن بعض الحكومات لم يشجع منظمات المساعدات الدولية على مساعدة النازحين محلياً، علماً أن السودان طرد الشهر الماضي 13 منظمة اغاثة من دارفور.