بدأت روسيا الجمعة فحص الصندوق الأسود لطائرتها الحربية التي أسقطت فوق حدود تركيا مع سورية، رافضة مجدداً تأكيدات أنقرة أن الطائرة انتهكت مجالها الجوي. وتشهد العلاقات بين موسكووأنقرة أسوأ أزمة في أعقاب إسقاط تركيا المقاتلة الروسية وهي من طراز سوخوي- 24 في 24 تشرين الثاني (نوفمبر)، ما أدى إلى مقتل ضابطين روسيين (أحد الطيارين الاثنين وآخر كان في مهمة لإنقاذهما)، واندلعت حرب كلامية شرسة بين الدولتين إضافة إلى عقوبات اقتصادية فرضها الكرملين. وقال نائب قائد سلاح الجو الروسي سيرغي درونوف: «لدينا أدلة كافية تثبت أن الطائرة الروسية لم تنتهك المجال الجوي التركي»، مضيفاً أن الطائرة التي أسقطت كانت تحلّق في المجال الجوي السوري على بعد 5,5 كيلومترات عن الحدود مع تركيا. وبث التلفزيون الرسمي مشاهد فتح الصندوق البرتقالي اللون، وكان خبراء من الصين وبريطانيا يتابعون الإجراءات. وقال الكولونيل أندري سيمونوف، إن الصندوق ومكانه قرب ذيل الطائرة تضرر من الصاروخ «جو- جو» الذي أطلقته تركيا على الطائرة، وأيضاً بفعل الارتطام بالأرض. وتحطمت بشكل واضح رقائق الذاكرة الموجودة في الصندوق. واستخدم خبراء مفكات البراغي والمقادح وحتى جهاز شفط كهربائي أثناء فتح الصندوق أمام موظفين عسكريين وعشرات الصحافيين. وقد استعاد الجيش الروسي الصندوق الأسود بعد أن قامت قوات خاصة سورية «بتحرير» المنطقة التي كانت تسيطر عليها الفصائل المعارضة المقاتلة حيث أسقطت الطائرة، وفق ما أعلنه وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في وقت سابق هذا الشهر. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت سابق إن تحليل الصندوق الأسود سيساعد في معرفة خط الطيران كانت تسلكه الطائرة وموقعها، وهو ما تختلف أنقرةوموسكو بشدة بشأنه.