أكد الكرملين أن موسكو تسعى لإجراء تحقيق بمشاركة خبراء دوليين للكشف عن حقيقة ملابسات الهجوم التركي على قاذفة "سو-24" الروسية فوق أراضي سوريا يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني. وقال دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي الأربعاء 9 ديسمبر/كانون الأول إن وزارة الدفاع ستتولى توجيه الدعوات إلى الخبراء الأجانب الذين سينضمون إلى التحقيق. وتابع تعليقا على لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع وزير الدفاع سيرغي شويغو الثلاثاء: "تحدث بوتين عن ضرورة تفريغ الصندوق الأسود للقاذفة وتحليل محتوياته (بحضور خبراء دوليين) لنعمل سويا مع الخبراء على تحديد المسار الحقيقي للقاذفة وإحداثياتها قبل حصول الهجوم عليها". كما امتنع بيسكوف عن التعليق على إمكانية مشاركة خبراء أتراك في التحقيق قائلا: "إنني لست مستعدا للرد على هذا السؤال. ولم يذكر الرئيس شيئا بهذا الشأن". يذكر أن الرئيس الروسي أعطى خلال لقائه مع وزير الدفاع تعليمات بعدم فتح وتفريغ الصندوق الأسود للقاذفة الروسية "سو-24" إلا بحضور خبراء دوليين. وعرض شويغو خلال اللقاء على الرئيس جهاز تسجيل البيانات (الصندوق الأسود) العائد لطائرة "سو-24" الروسية التي تم إسقاطها في سوريا يوم 24 من الشهر الماضي بصاروخ أطلقته مقاتلة تركية "إف-16". وأضاف بوتين أن المعطيات المسجلة في الصندوق الأسود، مهما كانت، لن تغير العلاقة الروسية تجاه تركيا، مشيرا إلى ضرورة دعوة كل من يريد المشاركة في تفريق محتويات الصندوف للعمل على ذلك. يذكر أن أنقرة تزعم أنها أسقطت القاذفة الروسية بعد اختراق الأخيرة للمجال الجوي التركي، لكن هيئة الأركان الروسية ترفض هذه المزاعم قطعا، وتقول إن المقاتلة التركية هي التي تدخلت في المجال الجوي السوري لتطلق صاروخا على القاذفة الروسية التي كانت تنفذ مهمة قتالية في سماء ريف اللاذقية الشمالي. كاميرون يدرس مشاركة خبراء بريطانيين في تفريغ الصندوق الأسود من جانبه، أعلن ديوان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أنه سيدرس دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إرسال خبراء بريطانيين للمشاركة في تفريغ معلومات الصندوقين الأسودين للقاذفة الروسية التي أسقطت في سوريا. وقال الديوان عقب مكالمة هاتفية بينهما في بيان الأربعاء: "إنهما اتفقا على أهمية انتظار تحديد التحقيق لما حصل، وإن رئيس الوزراء قال إنه سينظر في مسألة إرسال خبراء بريطانيين للمساعدة في التحقيق". وأضاف أن كاميرون "أعرب عن تعازيه للرئيس بوتين لمقتل الطيار الروسي منذ فترة قريبة"، لافتا الى أن "رئيس الوزراء والرئيس اتفقا على ضرورة عمل بريطانيا وروسيا سوية ومع الشركاء الدوليين الآخرين في قضية محاربة داعش، والتهديد الناجم عنه، والعمل كذلك على العملية السياسية لجلب السلام إلى سوريا"، "إذ أكد كاميرون ضرورة تشكيل حكومة (سورية) تتمتع بتأييد كافة السوريين". وذكر البيان أن "رئيس الوزراء أطلع الرئيس (الروسي) على التصويت الذي جرى منذ فترة في مجلس العموم، وعلى التفويض الثابت الذي باتت الحكومة البريطانية تملكه الآن للمشاركة في شن الضربات الجوية بسوريا والعراق ضد داعش". وتابع مؤكدا: "أنهما اتفقا كذلك على ضرورة قطع التمويل عن الإرهابيين".