تراجعت أسعار النفط أمس وسط ضعف المعنويات في السوق بسبب تخمة المعروض، وتتجه إلى تسجيل ثالث انخفاض أسبوعي على التوالي في أطول موجة خسائر من نوعها في أربعة أشهر. ونزل خام القياس العالمي مزيج «برنت» 24 سنتاً إلى 36.82 دولار للبرميل. وانخفض الخام الأميركي في العقود الآجلة إلى أدنى مستوياته في نحو سبع سنوات عند 34.41 دولار للبرميل لكنه تعافى لاحقاً إلى 34.51 دولار بانخفاض 44 سنتاً عنه عند الإغلاق أول من أمس. ودفعت تخمة المعروض العالمي الأسعار للاقتراب من أدنى مستوياتها في 7 سنوات هذا الأسبوع، ما يعني أن «برنت» سيسجل خسائر سنوية للعام الثالث على التوالي وهي أول موجة هبوط من نوعها يشهدها الخام منذ بدء تداول عقود النفط في الثمانينات. وتتجه العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط إلى تكبد ثاني خسائرها السنوية في أول موجة انخفاض من نوعها منذ العام 1998. وقال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، في سنغافورة، إن هبوط أسعار النفط الذي يتعذر وقفه على ما يبدو يثير مخاوف في شأن الاستثمار في الإمدادات مستقبلاً. وأضاف: «تدني سعر النفط حالياً يثير قلقي لأنه يعني انخفاض الاستثمارات في مشاريع النفط الجديدة (...) هذا العام انخفضت الاستثمارات النفطية أكثر من 20 في المئة والأهم أننا نتوقع انخفاضها العام المقبل أيضاً (...) لم نشهد قط في السنوات ال30 الماضية انخفاض استثمارات النفط في العالم على مدى عامين متتاليين». إلى ذلك، قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، إن بلاده لا تدرس التنسيق مع «منظمة البلدان المصدرة للبترول» (أوبك) لدعم أسعار النفط المتدنية نظراً الى أن المنظمة فقدت نفوذها في تنظيم السوق، مثلما كانت في السبعينات والثمانينات. وأبقت روسيا على اتصالات غير رسمية مع «أوبك» لفترة طويلة ولمحت في الماضي إلى أنها قد تكون مستعدة لخفض إنتاج النفط لدعم الأسعار. لكنها غيرت نهجها في الآونة الأخيرة وأعلنت أنها لا تستطيع وقف الإنتاج في معظم آبارها وإعادتها للعمل بسرعة إذا اقتضت الحاجة بسبب قسوة الطقس الروسي. وأضاف نوفاك متحدثاً إلى الصحافيين في فلاديفوستوك: «لم تغير أوبك حصص الإنتاج منذ العام 2008 ولا تلعب الدور الذي كانت تضطلع به في السبعينات والثمانينات (...) لا ندرس جدوى أي نوع من التنسيق». واعتبر أن السوق متخمة بالمعروض لأسباب منها إنتاج دول اعتادت الاستيراد مثل الولاياتالمتحدة التي خفضت وارداتها. وأضاف أن تقليص الاستثمارات العالمية سيؤدي حتماً إلى تراجع إنتاج النفط العالمي. وقال: «نشهد هذا فعلاً حيث تراجع إنتاج النفط الصخري بواقع 500 ألف برميل يومياً».