طهران، نيويورك – أ ب، رويترز، أ ف ب – حذرت طهرانواشنطن أمس، من انها ستغرق «في مستنقع» إذا هاجمت منشآتها النووية، إذ ان «أصدقاء» إيران «سيهددون المصالح الأميركية في العالم». وقال رجل الدين المتشدد أحمد خاتمي خلال صلاة الجمعة في جامعة طهران، ان الولاياتالمتحدة «تهدد ايران بشتى الطرق منذ 31 سنة، من دون التوصل الى اي نتيجة»، مضيفاً: «إذا أرادت الولاياتالمتحدة القيام بأي عمل جنوني وشنّ هجوم على ايران، ستجد نفسها في مستنقع لن تتمكن من الخروج منه، لأن جميع أصدقاء الثورة الاسلامية سيهددون المصالح الأميركية في العالم». واعتبر ان «أميركا التي تمتلك اكثر من 2500 رأس نووي، ما زالت تحمل وصمة عار على جبينها، بقصفها هيروشيما وناغازاكي عام 1945، ما أدى الى سقوط مئات آلاف القتلى والجرحى». في الوقت ذاته، طالبت طهرانواشنطن ب «تحديد تاريخ لتدمير أسلحتها النووية». وجاء في بيان أصدرته الخارجية الايرانية، ان الاستراتيجية النووية الجديدة التي اعلنتها ادارة الرئيس باراك اوباما «لا تختلف من حيث المبدأ مع استراتيجيات الادارات الاميركية السابقة، بل تزيد عليها بصلافة ووقاحة من حيث تبرير استخدام الأسلحة النووية في بعض الحالات». وكان أوباما تعهد في الاستراتيجية الأميركية الجديدة، عدم استخدام أسلحة نووية ضد دول لا تملكها، مستثنياً إيران وكوريا الشمالية، إذ تتهمهما الولاياتالمتحدة بعدم الالتزام بمعاهدة حظر الانتشار النووي. وأكد بيان الخارجية أن «الشعب الايراني أثبت أنه يعطي الأولوية الكبرى لصون حقوقه النووية المشروعة، ولن يرضخ لأي ضغوط في هذا الشأن». جاء ذلك بعد ساعات على عقد سفراء الدول الست المعنية بالملف النووي الايراني، اجتماعاً للمرة الأولى في نيويورك ليل الخميس - الجمعة، لمناقشة إمكان فرض عقوبات على طهران. وقال المندوب الصيني لدى الأممالمتحدة لي باودونغ ان المحادثات التي استمرت نحو 3 ساعات في مقر البعثة البريطانية، «كانت بناءة جداً»، موضحاً ان الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن والمانيا) ستجتمع مجدداً الأسبوع المقبل لمتابعة المناقشات. وشدد على ان مقاربة «المسار المزدوج» المعتمدة حيال إيران «تركز على الديبلوماسية». في الوقت ذاته، قال المندوب الروسي لدى المنظمة الدولية فيتالي تشوركين: «استمعنا الى بعض الاقتراحات البناءة». وتوقّع ان تكون المحادثات في شأن العقوبات «صعبة»، قائلاً: «اعتقد أن أياً منا لا يريد فرض عقوبات. ما نريده هو تسوية ديبلوماسية، وعُرضت على إيران كل أنواع الاقتراحات البناءة. لذلك إذا كانت ايران تريد التفاوض، يجب ان تبدأ ذلك. هدف هذه المفاوضات هو إعادة إيران الى طاولة التفاوض». أما المندوبة الاميركية سوزان رايس فتحدثت عن «إجراء مناقشة مفيدة». وقالت: «سنواصل هذه المناقشات هنا في نيويورك وفي العواصم (الاخرى)، خلال الايام والاسابيع المقبلة. لست مستعدة للتكهن بالموعد الذي قد تُختتم فيه». وأضافت: «نعمل من أجل إنجاز هذا في سرعة، في غضون أسابيع في الربيع». وبحث مندوبو الدول الست في الاجتماع، قرار قدمته الولاياتالمتحدة وينص خصوصاً على فرض عقوبات على «الحرس الثوري» وشركات الشحن البحري وشركات ايرانية أخرى، لكنها لا تستهدف قطاعي النفط والغاز الإيرانيين. وقال ديبلوماسيون ان المندوبين كانوا بعيدين من التوصل الى اتفاق حول فرض عقوبات إضافية، مرجّحين عدم صدور قرار في هذا الشأن قبل حزيران (يونيو) المقبل على الأقل، إذ يُتوقع أن تعمل روسيا والصين على تخفيف أي إجراءات عقابية مقترحة، قبل طرح مسودة القرار على مجلس الأمن.