«السماء تهرب كل يوم»، رواية أولى للكاتبة والصحافية كاتيا الطويل، صدرت حديثاً عن «دار نوفل» - «هاشيت أنطوان» العربية . الجميع يهربون. رجال ونساء وعشّاق يهربون، سعداء وتعساء ومتردّدون يهربون. يركضون. يحثّون الخطى ويمتنعون عن النظر خلفهم. الجميع يهربون من شيء. من الحبّ. من الله. من الكلام. من الناس. من الماضي... هذا ما يرويه مَقعد خشبيّ مهترئ في كنيسة باردة منعزلة، سارداً حكايات أناس عبروا أمامه وحفظ آثارهم وقصصهم وشجونهم. تقول الكاتبة على لسان المقعد - الرواي: «أصابتني لوثة الإحساس لفرط ما سمعتُ قصصهم. صرتُ أشعر بهم. أراقب بألم وحسرة محاولات هربهم العبثيّة من قبضة الإله التي لا تُفلت ولا تُخطئ، لا تهمل ولا تمهل ولا تهمد. فدعوني أخبركم قصص هؤلاء الّذين يحاولون أبداً الهرب من أنفسهم لكنّهم يعجزون. هؤلاء الّذين لا يملكون حقّ العودة إلى أيٍّ من الأمكنة الّتي عرفوها، إلى أيٍّ من الأشخاص الذين أحبّوهم. أنا المقعد الخشبيّ المهترئ القابع في كنيسة صامتة، سأخبركم قصص أناسٍ لا تعرفونهم، لا تريدون أن تعرفوهم، لكنّهم سيقتحمونكم، ولن تستطيعوا الهرب منهم». وكاتيا طويل مواليد العام 1990، جنوبلبنان. نالت الماجستير في اللغة العربيّة وآدابها من جامعة القدّيس يوسف - بيروت، التي تحاضر فيها منذ عام 2013. وهي من مؤسّسي المجلّة الأدبيّة الثقافيّة السنويّة «من كلّ وادي قلم»، الصادرة عن معهد الآداب الشرقيّة. حازت جائزة من وزارة الثقافة اللبنانيّة عن فئة القصّة القصيرة عام 2006. نُشرت لها قصص قصيرة ومقالات أبرزها في جريدتَي «الحياة» و«النهار» وسواهما.