قال السفير التركي لدى المملكة يونس دميرار إن المبادرة السعودية لإنشاء تحالف إسلامي لمكافحة الإرهاب هي الجواب المناسب والقوي لبعض الادعاءات الغربية وربط الإرهاب بالإسلام. وأوضح دميرار في حديث مع «الحياة» أمس (الخميس) أن تركيا عانت ولا تزال تعاني من العمليات الإرهابية والإرهابيين، مضيفاً «نحن في الصفوف الأولى لمحاربة الإرهاب ومواجهته، وسنكون جزءاً من أي جهد أو تحالف لمكافحة الإرهاب». وتابع «للأسف في الغرب لديهم سوء فهم، فالناس يتحدثون عن الإرهاب الإسلامي، وهذا كلام غير دقيق، هناك إرهاب يعاني منه الجميع وأولهم المسلمون، ومن الخطأ شخصنة الإرهاب في المسلمين فقط». ولفت السفير التركي إلى أن المبادرة السعودية لتأسيس تحالف إسلامي لمكافحة الإرهاب هي الجواب المناسب على هذه الادعاءات، وأردف «الدول الإسلامية تعاني من الإرهاب ولا تزال، وواجب علينا مكافحته، وهذه المبادرة هي رد قوي وواضح على هذه الادعاءات التي تتهم الإسلام بالإرهاب». وكان رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، أكد أن بلاده مستعدة للإسهام بما في وسعها في حال ترتيب اجتماع لمكافحة الإرهاب بغض النظر عن الجهة المنظمة، لافتاً إلى أن هذه الجهود بين البلدان الإسلامية خطوات صحيحة. من جهته، اعتبر السفير الفلسطيني لدى المملكة باسم أغا أن إعلان السعودية تشكيل التحالف الإسلامي هو «خطوة في الاتجاه الصحيح نحو الدفاع عن مصالح الأمتين العربية والإسلامية»، مشدداً في اتصال مع «الحياة» أمس على أن بلاده «تدعم هذا التحالف وتسهم فيه بقوة، وخصوصاً أن لديها خبرة طويلة في مكافحة الإرهاب، إضافة إلى إمكان التعاون في مجال تبادل المعلومات». وقال أغا إن «هناك تنسيقاً دائماً بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، حول كثير من القضايا، ومن بينها التعاون في مجال مكافحة الإرهاب»، مضيفاً «علاقتنا بالمملكة علاقة قديمة خالدة في الربط بين مكةالمكرمة والمدينة المنورة والقدس، وأنا هنا أكرر ما قاله مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة خالد الفيصل، إن ما للعرب إلا العرب، وأنا أضيف أنه ما للمسلمين إلا المسلمين». وأكد أن «الدول الإسلامية أولى بمواجهة الإرهاب الذي يعرض شعوبهم ودولهم للخطر، وخصوصاً أننا تابعنا خمسة أعوام من القصف للقضاء على هذا الإرهاب واستئصاله من مناطق إقليمية عدة، وهو أمر لم يحقق أهدافه حتى الآن، و ربما المكاشفة التي أطلقتها وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون في كتاب لها واتهامها بأن أميركا والغرب هما من صنعا «داعش» وغذياها أمر يستحق التوقف والتأمل». وأضاف «إن المعطيات على أرض الواقع تكشف عن أن الإرهاب القادم ربما يكون أكثر وطأة مما نعاني منه الآن، لذا تلمست القيادة في السعودية هذا الخطر وبادرت بإعلان تحالف إسلامي لا يضم غير الدول الإسلامية لمواجهة هذا الخطر، وتأسيس جبهة إسلامية عربية قوية لمواجهته». وتساءل السفير الفلسطيني عما وصفه ب«إمكان تأثير التعاون في مجال مكافحة الإرهاب على إيجاد صياغة أوروبيا جديدة، كما يصيغ الآن منطقة شرق أوسط جديد»، مختتماً حديثه بالتشديد على أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، يحظون بثقة العالمين العربي والإسلامي في مواجهة المخاطر المحدقة بنا، وقدرتهم على صياغة آليات للتعاون في هذا الجانب. ... والنشوان: تبنى هذا التحالف يأتي استشعاراً بخطر الإرهاب فيما أكد الأمين العام للمجلس الأعلى للقضاء الشيخ سلمان النشوان أمس «أن تطور الإرهاب وآلياته وأشكاله وصوره وتعدد منابعه واختلاف مصادره يحتم اتخاذ مثل هذه الخطوة لمحاربته وتجفيف منابعه والقضاء على مصادر تمويله». وأضاف: «التحالف الإسلامي يعلن للعالم أجمع أن الإرهاب لا ملة له ولا مذهب، ويصطلي بناره الجميع، ما يستوجب قرارات عملية على أرض الواقع تستهدف مكافحته والتصدي له عسكرياً وفق برامج وآليات تدعم الجهود المشتركة للدول المتحالفة للوقوف صفاً واحداً أمام هذا التحدي الخطر الذي يحيط بالأمة وينال من أمنها ويهدد استقرارها». وبيّن أن «تبنى هذا التحالف يأتي استشعاراً من الدول الإسلامي بخطر الإرهاب وفكره المدمر»، منوهاً بجهود المملكة في محاربة الإرهاب والوقوف دائماً في صف العدالة والسعي لنشر الأمن والسلام والعدل في شتى بقاع الأرض. من جانبه، شدد أمين منطقة الحدود الشمالية المهندس عبدالمنعم الراشد، على أن تشكيل تحالف إسلامي عسكري يضم في نواته 35 دولة مقره الرياض، سيكون له دور في محاربة آفة الإرهاب والتصدي لها. وأوضح «أن هذا التحالف سيعزز الجهود الساعية لمحاربة الإرهاب بجميع أشكاله وصوره بأي مسمى كان»، واصفاً إعلان تشكيله بالخطوة المهمة للقضاء على الإرهاب بعد تزايد الاتهامات للإسلام والمسلمين بدعوة الإرهاب، مع أن الإرهاب لا ملة ولا وطن ولا جنس له. وقال: «إن محاربة الإرهاب هو واجب ديني، لأن معظم التنظيمات الإرهابية تمارس الإرهاب باسم الإسلام، وهو ما أدى إلى تشويه صورة الإسلام الذي يرفض الإرهاب والتطرف ويدعو إلى السلم والتسامح والتعايش السلمي»، داعياً العلي القدير أن يكلل جهود دول التحالف لتحقيق أهدافها وأن يحفظ المملكة وبلاد المسلمين عامة.