من دون أي مفاجآت، وكما كان متوقعاً، تأهل الهلال والاتحاد والشباب إلى نصف نهائي بطولة كأس خادم الحرمين للأندية الأبطال، بعدما تجاوزوا الفتح والحزم والوحدة في مجموع مباراتي الذهاب والإياب. وحقق الهلال نتيجة كبيرة أمام الفتح، إذ تغلب عليه بخمسة أهداف من دون رد، فيما تعادل الشباب والوحدة سلبياً، وتأهل كونه فاز في مباراة الذهاب في الرياض بهدف من دون رد، وعلى النهج ذاته تعادل الاتحاد مع الحزم سلبياً، وتأهل كونه فاز على الحزم في جدة بأربعة أهداف في مقابل هدف واحد. وفي الأحساء، استهل الفتح المباراة بهجوم تحصّل معه على ثلاث فرص لم تستغل، لكن الهلال عاد أكثر قوة ولعب بأسلوب هجومي ضاغط بغية تسجيل هدف، وكان له ما أراد عن طريق نواف العابد من كرة بذل فيها السويدي وليهامسون مجهوداً فنياً (11)، وحاول الفتح إدراك التعادل، وشكّلت كراته خطورة إلا أنها لم تستثمر، ونجح مهاجم الهلال ياسر القحطاني في تعزيز هدف فريقه وسجل الهدف الثاني من تمريرة العابد التي وضعها من فوق شريفي (24). وفي الشوط الثاني، واصل الهلال سيطرته على المباراة وزاد غلته من الأهداف بعد أن دانت له مجريات الشوط، ونجح القحطاني في إضافة الهدف الثالث من ركلة جزاء (61)، ثم أضاف البديل الشلهوب الهدف الرابع بعد أن تجاوز الحارس شريفي بطريقة رائعة (64)، وأضاف البديل الآخر عيسى المحياني الهدف الخامس إثر متابعته للكرة التي ارتدت من شريفي. وفي الرس، لم تثنِ الأمطار الغزيرة التي هطلت أمس، وأدت إلى انقطاع التيار الكهربائي عن ملعب اللقاء عن إقامة المواجهة، على رغم تأخرها قرابة الدقائق العشر، وظهر الفريقان بصورة جيدة، من حيث الأداء السريع، والتمرير المتقن في مجريات الشوط الأول، إلا أنهما لم ينجحا في شن هجمات حقيقية باستثناء ثلاث فرص، وكان الحزم الواصل الأول لمرمى منافسه عن طريق محمد أمين، الذي لم يحسن التعامل مع الكرة، فيما جاء الرد عن طريق سلطان النمري، لكن حارس مرمى الحزم سعيد الحربي نجح في إبعاد الكرة (25)، وتمكّن الحربي من إنقاذ مرماه من تصويبة سعود كريري (33). وفي الشوط الثاني سعى الحزم لتسجيل هدف من خلال الهجوم الضاغط، غير أن التأمينات الدفاعية في الفريق الاتحادي حرمت الحزماويين، وكاد أحمد مناور يسجل هدفاً للحزم من تصويبة مرت بجانب القائم الأيمن لمبروك زايد (58). وانحصر اللعب عقبها في منتصف الميدان، إذ بحث الاتحاديون عن إنهاء اللقاء بأقل مجهود، وأجرى المدير الفني لفريق الاتحاد انزو هكتور عدداً من التغييرات، بعدها ارتفع مستوى الأداء الفني في الفريقين، وكاد صفوان المولد يفتتح التسجيل لولا براعة مبروك زايد (81)، وأهدر عبدالله حيدر فرصة مماثلة (84). وفي مكةالمكرمة، جاءت البداية حذرة بين «الفرسان» و«الليوث»، وانحصر اللعب خلال الدقائق الأولى في متوسط الميدان مع أفضلية نسبية لأصحاب الضيافة الذين وضحت رغبتهم في الاستفادة من عاملي الأرض والجمهور ومحاولة الهجوم بحثاً عن إحراز هدف باكر يريح الأعصاب ويمنح الفريق ميزة التحكم في اللعب من دون استعجال، وتراجع الضيوف لمناطقهم الخلفية بشكل كبير، واعتمدوا على الهجمات المرتدة الخاطفة التي قادها التايب وعطيف لاستغلال سرعة اليوسف وفلافيو، ولكن يقظة الدفاع الوحداوي كانت بالمرصاد لكل المحاولات القليلة التي ظهرت على استحياء. ونجح المحترف الوحداوي رفيق عبدالصمد في الحصول على ركلة جزائية من كرة لمست يد عبدالملك الخيبري نفذها المغربي ابن هنية وابدع الحارس المتألق وليد عبدالله في التصدي لها (14). وتحرك «الفرسان» بعد ربع الساعة الأول، وامتلكوا زمام اللعب والمبادرات الهجومية ودانت لهم السيطرة تماماً في ظل التراجع الشبابي، ولعب عبدالصمد كرة خطرة من خطأ خارج ال18 الشبابية أبعدها وليد عبدالله من وسط كثافة اللاعبين (27)، وتعرض الظهير الشبابي حسن معاذ الى إصابة لم تمكنه من إكمال اللعب ليخرج من أرض النزال ويلعب أحمد كعبي بديلاً عنه (38). ومع الدقائق الأخيرة، نفذ الوحداويون بعض الغارات الهجومية التي لم يحالفها التوفيق في ملامسة الشباك وأبرزها عكسية محبوب التي انبرى لها ابن هنية برأسه الى جوار القائم (43)، وتسديدة رفيق عبدالصمد القوية من خطأ خارج منطقة الجزاء الشبابية (45)، ليعلن بعدها الحكم عبدالرحمن العمري عن نهاية أحداث الشوط الأول بالتعادل السلبي بين الفريقين. وفي الشوط الثاني، ضغط الوحدة على مرمى الشباب، وأضاع مهاجموه عدداً من الفرص التي نجح وليد عبدالله في التصدي لها، وحاول مدرب الوحدة إجراء تغييرات عدة، لكن الشباب حافظ على تماسكه حتى نهاية اللقاء. وشهدت الدقائق الأخيرة نزول أحد الجماهير لأرض الملعب.