نفت فصائل مقاتلة معارضة في سورية تلقيها أي دعم من موسكو بعد ساعات على تصريحات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أكد خلالها تأمين غطاء جوي لتلك المجموعات في مواجهة «داعش»، وفق ما أكد متحدثان لوكالة «فرانس برس» الخميس. وقال أسعد حنا، عضو المكتب السياسي للفرقة الشمالية الموجودة في إدلب (شمال غرب) وحماة (وسط) ل «فرانس برس»: «هذا الكلام كله كذب، وصدرت بيانات عدة فضلاً عن مداخلات تلفزيونية لقادة في فرق في الجيش الحر تنفي هذه التصريحات جملة وتفصيلاً». ووصف أحمد السعود، الناطق باسم الفرقة 13 المدعومة من الولاياتالمتحدة والموجودة أيضاً في إدلب، التصريحات الروسية ب «الكذب». وأكد أن «لا علاقة بيننا وبينهم، وهم يقصفون الجيش الحر والمدنيين». ويأتي هذا النفي بعد ساعات على تصريحات لبوتين أكد خلالها أن الحملة الجوية الروسية «تدعم بضربات جهودهم (الفصائل المقاتلة) في مكافحة تنظيم داعش مثلما ندعم جهود الجيش السوري». وبدأت روسيا في 30 أيلول (سبتمبر) حملة جوية في سورية لدعم الجيش السوري في عملياته العسكرية، وتقول إنها تستهدف تنظيم «داعش» ومجموعات «إرهابية» أخرى، في حين يتهمها الغرب والمعارضة بالتركيز على الفصائل المقاتلة الأخرى أكثر من المتطرفين. ووفق حنا، فإن «الحكومة (الروسية) تسعى عبر هذه التصريحات لشق صف الجيش الحر من خلال بث إشاعات التعامل مع الروس». وقال بوتين الأسبوع الماضي إن روسيا تدعم حوالى خمسة آلاف عنصر من «الجيش السوري الحر» بالسلاح والغطاء الجوي. وفي بيان صدر الأربعاء عن «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، نفى رئيس هيئة أركان «الجيش الحر» العميد أحمد بري صحة التصريحات الروسية حول تقديم مساعدات بالأسلحة ل «الجيش السوري الحر»، مؤكداً أن «لا أساس لها من الصحة». ونقل البيان عن بري قوله إن «الروس يقدمون المساعدة لمقاتلي ميليشيا حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي»، في إشارة إلى «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تخوص معارك عنيفة ضد تنظيم «داعش». ووفق قوله، فإن «مروحيتين روسيتين هبطتا أمس (الثلثاء) في منطقة عفرين في ريف حلب (شمال)، حيث قدمتا المعدات والدعم اللوجستي لمقاتلي حزب الاتحاد الديموقراطي». وأكد أن هذه «ليست المرة الأولى». وطالما كانت العلاقة بين الأكراد والفصائل المقاتلة، خصوصاً الإسلامية المتطرفة منها، متوترة. ولم يقاتل الأكراد قوات النظام السوري طوال سنوات النزاع بل تصاعد نفوذهم بعدما ظلوا لعقود مهمشين مقابل تقلص سلطة النظام الذي انسحبت قواته تدريجياً من المناطق ذات الغالبية الكردية مع اتساع رقعة النزاع في العام 2012. وخاضت «وحدات حماية الشعب» الكردية معارك عنيفة ضد تنظيم «داعش» ونجحت في طرده من مناطق عدة.