أظهرت نتائج دراسة أميركية حديثة أن تسعة من بين عشرة أنواع من السرطان تسببها عوامل خارجية وبيئية مثل التدخين وتناول الكحول والتعرض للشمس وتلوث الهواء. وكانت أبحاث سابقة عزت ظهور الأورام السرطانية إلى طفرات جينية عشوائية في الخلايا، في ما يسمى بنظرية «الحظ السيء». ولكن العلماء بدأوا يميلون إلى الاعتقاد بأن العوامل الخارجية لديها تأثير أكبر مما كان يعتقد سابقاً، ما يعني أنه يمكن بالفعل إيجاد طرق للوقاية من أمراض السرطان. وأوضحت الدراسة التي قام بها باحثون في جامعة «ستوني بروك» في نيويورك، ان «معدل الطفرات الجينية ليس كافياً لتفسير مخاطر الإصابة بالسرطان التي تم رصدها». وخلص العلماء إلى أنه في حين قد تتسبب طفرات جينية بأنواع نادرة من السرطان، إلا أن معظم أنواعه المعروفة تحدث نتيجة عوامل بيئية يجب أن تضعها مؤسسات أبحاث السرطان في الحسبان. وذكرت الدراسة التي نشرت نتائجها صحيفة «ذا غارديان» البريطانية، أن حوالى 75 في المئة من خطر الإصابة بسرطان القولون قد يكون نتيجة الحمية الغذائية، و85 في المئة من خطر الإصابة بسرطان الجلد عائد إلى التعرض بكثرة إلى الشمس، في حين عزا الباحثون 75 في المئة من فرص الإصابة بسرطان في المخ أو الرقبة إلى التدخين والكحول. وأشارت «غارديان» إلى أن انعكاسات هذه الدراسة ستكون مثيرة للجدل، كونها تشير إلى أن بإمكان أي شخص خفض نسبة خطر إصابته بالسرطان إذا أجرى تغييرات أساسية في نمط حياته، مثل تجنب التعرض للشمس بكثرة وتقليل التدخين وممارسة النشاط البدني. وقالت الباحثة كايت آلين التي تعمل في «صندوق أبحاث السرطان الدولي»، وهي مؤسسة بريطانية خيرية تعنى بأبحاث هذا المرض، ان «معظم حالات الإصابة بالسرطان لا تحدث من دون سبب، وليس صحيحاً أننا عاجزون عن فعل شيء لمنع وقوعها». وأضافت أن «أبحاثنا تدل إلى أن بعض أنواع السرطان تسببه عوامل خارجية، ويمكننا تقليل خطر الإصابة بها بدرجة كبيرة، من خلال إجراء تغييرات في أنماط حياتنا». وأشارت آلين إلى أن «ثلث أمراض السرطان الشائعة في المملكة المتحدة يمكن تفادي الإصابة به عبر اتباع نظام غذاء صحي وممارسة النشاط البدني والمحافظة على وزن صحي».