كشفت إحصاءات أصدرتها وزارة السياحة والآثار الفلسطينية أخيراً، تراجع أداء القطاع السياحي في فلسطين بنسبة 11 في المئة عن العام الماضي. وتسبب هذا التراجع بخسائر مادية بنحو 15 في المئة من مصادر الدخل القومي، وذلك في ظل تصاعد المواجهات مع الجانب الإسرائيلي في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. وقالت وزيرة السياحة رولا معايعة في تصريح لوكالة «معاً» الإخبارية المحلية، إن «عدد السياح انخفض خلال العام الجاري إلى أقل من مليونين ونصف المليون سائح، وهو عدد قليل مقارنة بالعام الماضي»، فعلى رغم إلغاء بعض الدول حظر السفر إلى فلسطين والذي فُرض بعد العدوان الأخير على قطاع غزة في تموز (يوليو) 2014، والأسواق الجديدة التي فتحتها الوزارة مع بعض دول أميركا اللاتينية وروسيا وأوروبا، إلا أن الأحداث في الضفة الغربيةوالقدس دفعت عدداً كبيراً من السياح إلى إلغاء حجوزاتهم أو تأجيلها. وأوضحت معايعة أن التراجع «شمل أيضاً ليالي المبيت في البلاد، ففي العام الحالي أقام نحو 980 ألف سائح مقابل حوالي مليون ومئتي ألف سائح في العام الماضي»، ومع ذلك توقعت عودة السياحة إلى عهدها الطبيعي، لكن قد يحتاج الأمر إلى أكثر من عامين، وهو متوسط الفترة التي تحتاجها أي دولة لاستعادة وضعها السياحي الطبيعي بعد أزمة ما. وبلغت نسبة إلغاء الحجوزات خلال فترة العدوان على غزة 60 في المئة، لكن مع منتصف العام الحالي تحسن الوضع قليلاً، إلا أنه سرعان ما تراجع مع بداية الأحداث الأخيرة. لكن معايعة طمأنت السياح بقولها: «فلسطين آمنة على رغم الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة»، في إشارة إلى اقتحام مستعربين الأسبوع الماضي أحد فنادق مدينة رام الله، ما شكل ترهيباً للسياح. ودعت الوزيرة الجميع إلى قضاء فترة الأعياد والاستمتاع برأس السنة في فلسطين تحت شعار «العدالة». وكانت بيت لحم احتفلت في 5 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، بإضاءة شجرة الميلاد في كنيسة المهد إيذاناً بانطلاق احتفالات عيد الميلاد. وتصدرت الأخيرة بحسب بيان صادر عن جهاز «الإحصاء المركزي الفلسطيني» قبل بداية الأحداث الأخيرة، قائمة المدن الأكثر زيارة في فلسطين بنسبة 40 في المئة، تلتها محافظة أريحا بنسبة 29 في المئة، ثم جنين والخليل بنسبة 12 في المئة لكل منهما. وتوقعت معايعة في حديث إلى «وكالة الأنباء الفلسطينية» الرسمية (وفا)، أن يصل عدد السياح والحجاج إلى بيت لحم إلى «مليونين و200 ألف سائح وحاج، وأن عدد الذين سيقيمون في فنادق المدينة ليلة العيد المجيد سيصل إلى 10 آلاف»، موضحة أن الوزارة تسعى إلى «اتباع آلية استقطاب وتعريف بفلسطين عبر مطبوعات تقاوم التحريض الإسرائيلي الهادف إلى تخويف العالم من القدوم للأراضي الفلسطينية، وسيتم تسليم كل حاج شهادة تؤكد زيارته إلى فلسطين». وصدرت في منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي إحصاءات عن شرطة سياحة أريحا، المدينة السياحية الأقدم في العالم، تشير إلى انخفاض كبير في عدد سياح الداخل والخارج خلال تشرين الأول الماضي، مقارنة بالشهر ذاته من العام الماضي. ففي العام 2015 بلغ إجمالي السياح نحو 45700 سائح بواقع 32624 أجنبياً و5940 محلياً و7640 من القدس والداخل الفلسطيني أو ما يعرف ب«عرب 48»، أما في العام 2014، فوصل الإجمالي إلى 113344 سائحاً بواقع 33624 أجنبياً و32210 داخلياً و47510 من القدس والداخل. وعلى رغم ما سبق، إلا أن «حركة المسافرين على معبر الكرامة في أريحا، نقطة العبور الوحيدة للفلسطينيين نحو العالم الخارجي، لم تتأثر خلال تشرين الأول الماضي، مقارنة مع الشهر نفسه من العام الحالي»، بحسب ما أفادت مصادر في شرطة المحافظة. وتصدر البولنديون قائمة السياح الأكثر زيارة إلى فلسطين نهاية تشرين الأول الماضي، تلاهم سياح من روسيا وأميركا وإيطاليا وإندونيسيا والهند ورومانيا وألمانيا على التوالي.