كشفت مصادر فلسطينية رفيعة امس عن جهود غير معلنة يبذلها الرئيس محمود عباس مع مصر لمعرفة مصير أربعة مواطنين من غزة اختفت آثارهم قبل أكثر من ثلاثة أشهر في سيناء. وأكدت المصادر لوكالة «سما» أن «عباس وسفارتنا في القاهرة يبذلان جهوداً كبيرة غير معلنة لمعرفة مصيرهم والعمل من أجل إنهاء قضيتهم التي هي غير معروفة حتى اللحظة لدى جميع الأطراف». وأوضحت أن «تلك القضايا لا يتم علاجها عبر الإعلام أو التصعيد والتهديد». وأشارت إلى أن «مصر أكدت أن ليس لديها أي علم بهؤلاء الشبان، لكنها وعدت بالبحث عنهم وإبلاغ أصحاب الاختصاص في حال ورود أي معلومة». وكان القياديّ في حركة «فتح» عزّام الأحمد كشف عن تأزم العلاقة مع القاهرة بعد أن قام وزير العدل في حكومة التوافق الوطني سليم السقا بتوجيه رسالة إلى مصر خارج إطار صلاحياته، عن خطف أربعة شبان في سيناء. وقال الأحمد في تصريحات متلفزة اول من امس ان الرئيس عباس «أمر بتعيين علي أبو دياك خلفاً لوزير العدل سليم السقا الذي تمت إقالته لارتكابه خطأ كبيراً بالتصرف في غير صلاحياته وإساءته إلى العلاقة مع دولة شقيقة من دون علم القيادة، وهي ليست من اختصاصه ولم يكن من حقه التصرف في ذلك الإجراء». وأوضح أن رئيس الحكومة رامي الحمدالله والرئيس عباس لا يعلمان بمضمون الرسالة، وقال: «لذلك جرى التعديل، وهذا هو السبب لعزله، وهي ليست أول سابقة للوزير». وكان مجهولون اعترضوا في ساعة متقدمة من مساء الأربعاء 19 آب (أغسطس) الماضي إحدى حافلات ترحيل المسافرين من معبر رفح وهي في طريقها الى مطار القاهرة على بعد مسافة قصيرة من المعبر وخطفوا الشبان الأربعة. اقصاء عبد ربه من ناحية أخرى، أصدر عباس قراراً بإعادة تشكيل مجلس أمناء مؤسسة الشاعر محمود درويش، بما يشمل إقالة عدد من أعضاء المؤسسة بينهم رئيس مجلس أمنائها ياسر عبد ربه الذي اعتبر القرار «انتهاكاً سياسياً وقانونياً ووطنياً»، وقال إنه سيرد عليه. وقالت مصادر متطابقة إن عباس أصدر مرسوماً رئاسياً يقضي بإعادة تشكيل مجلس أمناء مؤسسة الشاعر محمود درويش، مستثنياً منها عبد ربه وعدداً آخر من المقربين منه. ونشر عضو مجلس أمناء المؤسسة الشاعر غسان زقطان على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (فايسبوك) بياناً جاء فيه: «أبلغت اليوم بشكل رسمي أن مرسوماً رئاسياً صدر عن مكتب الرئاسة يعفيني من عضوية مجلس أمناء مؤسسة محمود درويش، الإعفاء الرئاسي شمل غالبية الناشطين والعاملين في الشأن الثقافي». وأضاف: «الحقيقة أن علاقتي الطوعية بالمؤسسة كانت استكمالاً لصداقة عميقة وطويلة مع الراحل الكبير محمود درويش، صداقة لم تخضع للمراسيم ولم تأت عبرها». يذكر أن عباس كان أقصى قبل أشهر عبد ربه عن المنصب الأهم في منظمة التحرير وهو أمانة سر اللجنة التنفيذية للمنظمة، وعين في مكانه صائب عريقات. كما أصدر مرسوماً رئاسياً يقضي بإغلاق مركز «تحالف السلام» الذي يترأس عبد ربه مجلس إدارته.