اتسع نطاق الحملة المحمومة التي بدأها مطلع الأسبوع وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون ضد المنظمة اليسارية «يكسرون الصمت» التي توثّق إفادات من جنود عن ممارسات قمعية قاموا بها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ودخلت على الخط منظمة «العائلات الثكلى» مطالبة وزير الدفاع بالإعلان عنها منظمة «خارج القانون». وكان يعالون ندد بمنظمة «يكسرون الصمت»، وأصدر تعليماته للجيش بعدم التعاون معها بداعي أنها «منظمة تحركها دوافع خبيثة»، وأنه ينبغي محاربتها بصرامة. وأمس، انضم اليه وزير التعليم، زعيم حزب «البيت اليهودي» اليميني الاستيطاني نفتالي بينيت ليصدر تعليماته بمنع ممثلي المنظمة و»كل من يحرض على الجيش والجنود» من دخول المدارس ولقاء الطلاب، مضيفاً أن نشاط «يكسرون الصمت» أساء الى سمعة إسرائيل وجيشها وأبنائها الجنود في العالم من خلال بث أكاذيب ضدهم». وبعثت منظمة «العائلات الثكلى» برسالة إلى وزير الدفاع تحرض فيها على «يكسرون الصمت» بداعي أن ما يقوم به ناشطوها «هو عمل غير أخلاقي»، وأنه حتى إن حصلت حالات استثنائية في تصرف الجنود فلا يمكن دمغ الجيش كله. وأضافت أن «يكسرون الصمت» تتعمد نشر الأكاذيب عن الجيش، و«هي باتت قناة وأداة لنقل معلومات عنا لأعدائنا... هذه هيئة تخون دولة إسرائيل ولا مكان لها فيها... إن أفراد هذه المنظمة يتآمرون ضد الجيش والجنود الذين قاتلوا إلى جانبهم وتزعزع قيم الجيش وإسرائيل». وتابعت: «نتوجه إليكم، بعد ان سلمنا إسرائيل أغلى ما عندنا، أبناءنا، بأن من واجب الدولة أن تدافع عنهم من أي أذية خارجية أو داخلية. لا يعقل أن تواصل منظمات مزروعة كهذه نشاطها داخل إسرائيل، وبأياديكم الصلاحية للتحرك سواء من داخل الحكومة أو الكنيست لوقفها». وأشار والد أحد الجنود إلى أن «يسكرون الصمت» تؤذي سمعة الجيش الإسرائيلي في العالم بتمويل من حكومات أجنبية. ووصف آخر المنظمة اليسارية بأنها «نبتة غريبة في الشعب الإسرائيلي، إنهم أعداء إسرائيل وحان الوقت ليتحرك قادة الدولة ويكسروا صمت الشعب الإسرائيلي العقلاني ويردوا على الاتهامات العديمة الصحة وينزلوا هذه المنظمة المعادية لإسرائيل من جدول الأعمال». وردّت المنظمة على المضايقات بالتأكيد أنها تنشط «من أجل ألاّ يكون الجنود لقمة سائغة للمشروع الاستيطاني». وأضافت أنه «ينبغي على رجالات التعليم الذين تعنيهم الديموقراطية ومستقبلنا ومستقبل الدولة، الرد على الوزير وأن يواجهوه لمنعه من التضحية بمؤسسة التربية والتعليم على مذبح الاحتلال والاستيطان». وقال الناطق باسم المنظمة أحيا شاتس إن كل المضايقات لن تردع المنظمة من مواصلة نشاطها، و«سنبذل كل جهد من أجل إنقاذ إسرائيل من الاحتلال وتبعاته، وسنواصل تبليغ أبنائنا بما يحصل في الأراضي المحتلة». ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن جنود ينشطون ضمن المنظمة من خلال جمع إفادات مصورة عما يحصل في الأراضي الفلسطينية المحتلة من ممارسات غير قانونية، أن هدف نشاطهم هو رفع وعي المجتمع الإسرائيلي للواقع اليومي في الأراضي المحتلة، و «خلق سجال عام عن الثمن الأخلاقي الناجم عن سيطرة الجيش على المدنيين الفلسطينيين والاحتلال الطويل الأمد لأراضيهم».