وصفت إيران طي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ملف «أبعاد عسكرية محتملة» لبرنامجها النووي، بأنه «نصر سياسي»، ولوّحت بمقاضاة مَن فرضوا عقوبات «ظالمة» عليها. وقال الرئيس حسن روحاني إن إغلاق الملف شكّل «نجاحاً حقوقياً وتقنياً باهراً للشعب الإيراني» و»نصراً سياسياً»، معتبراً أن ذلك «أثبت للعالم أن الشعب الإيراني لم يكذب ولن يكذب وسيبقى ملتزماً العهود التي قطعها». وأضاف في كلمة متلفزة: «منذ 14 سنة والمجموعات الإرهابية والغرب يتهمون إيران بتخصيب اليورانيوم سراً لإنتاج قنبلة نووية. وصدرت قرارات كثيرة ضد إيران، بناءً على معلومات مفبركة ومغلوطة». وأشار إلى «إزالة العقبة الرئيسة أمام تطبيق الاتفاق النووي» المُبرم بين طهران والدول الست، وزاد: «ستبدأ إيران تطبيق الاتفاق في غضون أسبوعين أو ثلاثة». وحضّ مواطنيه على «الاستعداد لنهضة اقتصادية». وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اعتبر أن «القضية المفتعلة لمزاعم الأبعاد العسكرية المحتملة للبرنامج النووي الإيراني، انتهت وباتت جزءاً من الماضي». وأضاف أن قرار الوكالة الذرية «ذهب أبعد بكثير من طي القضية، وألغى رسمياً القرارات ال12 السابقة لمجلس المحافظين حول هذا البرنامج». أما عباس عراقجي، نائب ظريف، فرأى أن ملف «الأبعاد العسكرية المحتملة» كان «صرحاً كاذباً شُيِّد على أساس أخطاء وعدم خبرة»، لافتاً إلى أن عمل المدير العام للوكالة الذرية يوكيا أمانو «سيقتصر على ما سيجري في المستقبل، وتطبيق الاتفاق النووي». وزاد: «خلال الأشهر المقبلة، وبعد تطبيق الإتفاق النووي، ستتوافر لدينا فرصة مفتوحة تماماً، ليُعدّ حقوقيونا دراسة حول كيفية متابعة المسؤولية القانونية للذين فرضوا العقوبات الظالمة على الشعب الإيراني». رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي اكبر صالحي أعلن أن بلاده تسلّمت من موسكو «الكعكة الصفراء»، مشيراً إلى أنها ستبيعها قريباً «تسعة أطنان من اليورانيوم المخصب». وزاد: «نفكّك الآن أجهزة طرد مركزي مشغّلة، في عملية تستغرق 3 أسابيع. ستبقى 5060 جهازاً للطرد المركزي حتى السنة العاشرة بعد الاتفاق (النووي)، ثم سنشهد مساراً تصاعدياً في هذا الصدد». لكن الناطق باسم الحكومة الإيرانية محمد باقر نوبخت نبّه إلى أن «تلمس نتائج طي ملف الأبعاد العسكرية المحتملة، والمباشرة بتطبيق الاتفاق النووي، يتطلبان أشهراً أو سنوات». وكان أمانو قال إن إيران «تنفذ الخطوات التحضيرية بسرعة كبيرة» لتطبيق الاتفاق، مستدركاً أن الوكالة الذرية ستحتاج إلى وقت للتحقّق من هذه الخطوات، تستغرق «أسابيع، لا أشهراً». إلى ذلك، أفادت وكالة «فارس» بأن قائد «فيلق القدس» التابع ل «الحرس الثوري» الإيراني الجنرال قاسم سليماني التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومسؤولين عسكريين وأمنيين بارزين في موسكو الأسبوع الماضي، خلال زيارة استغرقت ثلاثة أيام. وأشارت إلى أن الرجلين «ناقشا آخر التطورات في سورية والعراق واليمن ولبنان»، لافتة إلى أن بوتين وصف قائد «فيلق القدس» ب «صديقي قاسم». على صعيد آخر، حذر محمد كاظم أنبارلوئي، وهو عضو في اللجنة المركزية لحزب «مؤتلفة الإسلامي» الأصولي، رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني من أنه قد يخضع لإقامة جبرية، بعد حديثه عن «مراقبة» مجلس خبراء القيادة عمل مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي، وتلميحه مجدداً إلى إمكان تشكيل مجلس قيادة في البلاد، بعد وفاة خامنئي. وقال: «هذا الغموض والتعتيم يقوضان خدمة (رفسنجاني) الثورة (الإيرانية). والمعنيون بالثورة يتساءلون هل سيلقى مصير منتظري»، في إشارة إلى رجل الدين البارز حسين علي منتظري الذي كان خليفة معيناً للإمام الخميني، قبل عزله وإخضاعه لإقامة جبرية منذ عام 1988 حتى وفاته عام 2009، بعد انتقاده إعدام سجناء سياسيين إثر نهاية الحرب العراقية – الإيرانية (1980-1988).