طهران - «الحياة»، أ ب، رويترز، أ ف ب - سخر الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد أمس، من الاستراتيجية النووية الجديدة التي أعلنها نظيره الأميركي باراك اوباما، والتي لا تستبعد استخدام السلاح الذري ضد طهران. واعتبر نجاد أوباما «هاوياً وغير ناضج»، واتهمه بانتهاج سياسة رعاة البقر. وفي تطور لافت، علمت «الحياة» أن طهران ألغت احتفالاً مقرراً غداً الجمعة، لمناسبة «اليوم الوطني النووي» الذي تحييه إيران سنوياً في التاسع من نيسان (أبريل). وكان رئيس «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية» علي أكبر صالحي، أعلن أن طهران ستكشف عن «إنجاز نووي جديد» خلال هذا الاحتفال، في حضور نجاد. وكرر صالحي أمس، أن إيران «ستعلن أنباء سارة خلال الأيام المقبلة، في شأن توفير الوقود لمفاعل طهران للبحوث الطبية». ويأتي كلام نجاد رداً على الاستراتيجية الأميركية الجديدة التي تعهد أوباما فيها بعدم استخدام أسلحة نووية ضد دول لا تملكها، مستثنياً إيران وكوريا الشمالية، إذ تتهمهما الولاياتالمتحدة بعدم الالتزام بمعاهدة حظر الانتشار النووي. وعلّق نجاد على الاستراتيجية الجديدة، معتبراً أن «الساسة الماديين الأميركيين، حين يفتقدون المنطق، يلجأون فوراً إلى أسلحتهم مثل رعاة البقر». وقال في خطاب ألقاه في أرومية في محافظة أذربيجان الغربية شمال غربي إيران: «سيد أوباما، أنت جديد (في السياسة). انتظر حتى تكتسب بعض الخبرة. كنْ حذراً من قراءة أي ورقة يضعونها أمامك، أو تكرار أي تصريح يُملى عليك». وأشار نجاد إلى «أنباء» أفادت بأن أوباما «هدد باستخدام الأسلحة النووية والبيولوجية والكيماوية، ضد الدول التي لا ترضخ للولايات المتحدة. ونعتقد بأن أوباما أدلى بهذه التصريحات لأنه غير ناضج وسياسي هاوٍ». ورأى أن «أوباما قال ما لم يقله (الرئيس الأميركي السابق جورج) بوش الملطخة يداه بالدماء»، محذراً نظيره الأميركي من أنه «سيواجه رداً مؤلماً من أمم العالم، إذا انتهج السياسات الخاطئة لبوش». وخاطب اوباما قائلاً: «احترس مما تفعل، واعلم أن أشخاصاً أكثر أهمية منك لم يتمكنوا من تنفيذ حماقاتهم ضد إيران». وفي إشارة إلى غيتس، لفت نجاد إلى أن «أحد المسؤولين الأميركيين قال أخيراً إن كل الخيارات مطروحة على الطاولة. فلتبق هذه الخيارات على طاولاتكم، حتى تهترئ مثلكم». في الوقت ذاته، اعتبر وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي الاستراتيجية النووية الأميركية الجديدة «بمثابة دعاية»، مذكراً بأن «الولاياتالمتحدة كانت السبّاقة في استخدام السلاح الذري في هيروشيما». ورأى أن «على اوباما اعتماد أحد خيارين في التعامل مع إيران: إما المواجهة أو التعاطي» معها، مشدداً على أن الرئيس الأميركي «يقف في لحظة تاريخية لاتخاذ القرار، لكنه يسلك طريقاً خاطئاً على رغم أن لديه مئات المصابيح». وأكد متقي أن اقتراح تبادل الوقود النووي «ما زال على الطاولة ويمكننا تنفيذه في مهلة وجيزة، إذا أبدت (الدول الكبرى) إرادة سياسية»، مشترطاً تنفيذه على الأراضي الإيرانية. أما وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي، فاعتبر أن الإستراتيجية النووية الأميركية الجديدة تؤكد اعتماد الولاياتالمتحدة «معايير مزدوجة» في هذا الشأن. وقال إن «الكيان الصهيوني أضعف من أن يدخل في حرب مع إيران»، مستدركاً: «إذا هاجمت (إسرائيل) إيران، قد لا يبقى أي أثر للنظام الصهيوني». وتطرّق وحيدي إلى صفقة أنظمة الدفاع الصاروخي الروسية المتطورة «أس-300»، مشدداً على أن الروس «أبلغونا أن الأنظمة ستُسلّم لإيران في الوقت المحدد». في السياق ذاته، أعلن رئيس الهيئة الفيديرالية الروسية للتعاون العسكري التقني ميخائيل دميتريف أن المفاوضات مستمرة في شأن تسليم إيران أنظمة «أس-300»، مؤكداً أن العقد المبرم مع طهران لم يُفسخ. وفي باريس، أبلغ وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان أن لديه «خبراً ساراً»، يفيد بأن الصين ستوافق في نيويورك اليوم على المشاركة في اجتماع للدول الست المعنية بالملف النووي الإيراني، تُناقش خلاله مسألة فرض عقوبات على طهران. واستدرك كوشنير انه «لا يستبق نتائج» الاجتماع.