لاقت خطوة المملكة، في إعلان تشكيلها تحالفاً إسلامياً عسكرياً لمكافحة الإرهاب، ردود أفعال إسلامية وعربية ودولية مؤيدة، وأكدت هذه الدول في بيانات رسمية أمس، تأييدها لتوجه المملكة بإدارة هذا التحالف وتحديد الرياض لتكون مقراً لغرفة عملياته العسكرية. واعتبر رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، اتخاذ البلدان الإسلامية موقفاً موحداً ضد الإرهاب «أقوى رد للساعين نحو ربط الإرهاب بالإسلام». ووفقاً لوكالة الأنباء (الأناضول) أكد رئيس الوزراء التركي أن بلاده مستعدة للإسهام بما في وسعها في حال ترتيب اجتماع لمكافحة الإرهاب بغض النظر عن الجهة المنظمة، لافتاً إلى أن هذه الجهود بين البلدان الإسلامية خطوات صحيحة». مصر أكدت مصر مجدداً دعمها كل جهد يستهدف مكافحة الإرهاب والقضاء عليه، سواء أكان هذا الجهد إسلامياً أم عربياً. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية المستشار أحمد أبو زيد، في تصريح له أمس، بمناسبة إعلان إنشاء تحالف إسلامي ضد الإرهاب: «إن مصر تدعم كل جهد يستهدف مكافحة الإرهاب والقضاء عليه، ولاسيما إذا كان هذا الجهد إسلامياً أو عربياً، فهي تدعمه وتكون جزءاً منه». وحول العلاقة بين التحالف المشار إليه ومقترح إنشاء قوة عربية مشتركة، أوضح أن هناك اختلافاً بين الطرحين، فالتحالف الإسلامي يستهدف مكافحة الإرهاب فقط، أما القوة العربية المشتركة فهي تتعامل مع التحديات التي تواجه الأمن العربي المشترك بمختلف أشكالها، وفي النطاق العربي فقط. ألمانيا ترحب رحبت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير ليين بإعلان السعودية تشكيل تحالف إسلامي بقيادتها يضم 34 دولة لمكافحة الإرهاب. وقالت ليين للقناة التلفزيونية الألمانية (زد.دي.إف) إن التحالف سيكون ذا فائدة إذا انضم للدول الأخرى التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية، وأضافت أن «داعش» استفادت من الخلافات بين أطراف كثيرة تعارضها. وزادت: «أعتقد بأنه من الصحيح أن تشكل المعارضة لداعش، مجموعة لكنها تحتاج إلى أن تكون -وهذا مهم- جزءاً من عملية فيينا (لمكافحة الإرهاب) التي تضم جميع الدول التي تقاتل ضد «داعش» مثل الولاياتالمتحدة وأوروبا وروسيا وتركيا والسعودية بل إيران والصين». لبنان اعتبر رئيس وزراء لبنان تمام سلام أمس، مسعى السعودية لتشكيل تحالف إسلامي لمحاربة الإرهاب خطوة تصب في مصلحة الشعوب الإسلامية التي تتحمل مسؤولية تاريخية في التصدي لتلك الظاهرة. جاء ذلك في بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء اللبناني إثر إعلان المملكة العربية السعودية تشكيل تحالف إسلامي لمحاربة الإرهاب يضم 35 دولة من بينها لبنان. وأوضح البيان أن سلام تلقى اتصالاً من القيادة السعودية «لاستمزاج» رأيه في شأن انضمام لبنان إلى تحالف عربي وإسلامي واسع؛ لمحاربة الإرهاب، مشيراً إلى أنه أبدى ترحيبه بهذه المبادرة؛ كون لبنان على مواجهة يومية مع الإرهاب الذي تحتجز إحدى مجموعاته تسعة من العسكريين اللبنانيين. واعتبر سلام أن لبنان يجب ألا يتردد في مباركة أي تحرك يهدف إلى حشد كل الطاقات ورص الصفوف لمواجهة آفة الإرهاب التي تشكل التحدي الأبرز لأمن المنطقة العربية واستقرارها. وأشار إلى أن الحكومة اللبنانية الحالية أكدت في بيانها الوزاري الأهمية الاستثنائية التي توليها «لمواجهة الأعمال الإرهابية بمختلف أشكالها واستهدافاتها بكل الوسائل المتاحة للدولة». وقال البيان إن سلام يؤكد أن أي خطوات تنفيذية تترتب على لبنان في إطار التحالف الإسلامي الجديد ستُدرس ويُتعامل معها استناداً إلى الأطر الدستورية والقانونية اللبنانية. وشدد سلام على بقاء لبنان «باعتداله وانفتاحه وصيغته القائمة على الشراكة الحقيقية بين جميع مكوناته النموذج المضاد للتطرف والإرهاب والظلامية». الأردن ثمنت الحكومة الأردنية، الدور الذي تقوم به المملكة العربية السعودية وجهودها في مكافحة الإرهاب، مؤكدة استعداد عمان الدائم للمشاركة الفاعلة في أي جهد لمحاربة الإرهاب. ونقلت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) عن وزير الإعلام والمتحدث الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني القول في بيان إن الأردن بقيادة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، أكد منذ البداية أن الحرب على الإرهاب «هي حربنا وحرب المسلمين ضد الإرهابيين الذين يقومون بأعمالهم الوحشية البشعة باسم الدين، والإسلام براء منهم؛ لأنه دين التسامح والسلام». وأضاف أن «الإرهاب هو التهديد الحقيقي والمباشر للاستقرار في منطقتنا والعالم ولأمن مواطنينا ومجتمعاتنا.» وكانت السعودية أعلنت مساء أمس الاثنين في بيان مشترك عن تشكيل تحالف إسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب بقيادتها ويضم في عضويته العديد من الدول العربية والإسلامية. التعاون الإسلامي أكد الأمين العام المساعد للشؤون السياسية في منظمة التعاون الإسلامي السفير عبدالله عالم، الدعم الكامل للتحالف العسكري الإسلامي لمحاربة التنظيمات الإرهابية. جاء ذلك في تصريح للصحافيين في ختام اجتماعات الدورة الخامسة للجنة المشتركة رفيعة المستوى المعنية بتنفيذ اتفاق التعاون بين الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي. وقال عالم إن المنظمة تؤيد هذا التحالف الذي أعلنه ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان، لافتا إلى أن هذا التحالف وجد تجاوباً كبيراً من مختلف الدول الإسلامية. وعلى صعيد الاجتماع المشترك الذي عُقد في الجامعة العربية على مدى يومين أوضح عالم أنه ناقش قضية الإرهاب «إذ تم الاتفاق على تعزيز وتضافر الجهود العربية والإسلامية لمكافحة هذه الآفة». أميركا قالت الولاياتالمتحدة إن التحالف الإسلامي المناهض للإرهاب الذي أعلنت عنه السعودية، يتماشى مع دعوات واشنطن لاضطلاع الدول السنية بدور أكبر في محاربة تنظيم الدولة (داعش). وقال وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر للصحافيين في إنجيرليك بتركيا، رداً على سؤال في شأن المبادرة التي أعلنتها السعودية: «نتطلع إلى معرفة المزيد عما يدور في ذهن السعودية بخصوص هذا التحالف». وأضاف: «لكنه يتماشى بشكل عام على ما يبدو مع ما نحث عليه منذ فترة، وهو اضطلاع الدول العربية السنية بدور أكبر في حملة محاربة داعش». وزراء الداخلية العرب عبّرت الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب عن ترحيبها بالإعلان عن تشكيل تحالف عسكري إسلامي لمحاربة الإرهاب. وقالت الأمانة في بيان صادر من مقرها في العاصمة التونسية أمس: «إن الأمانة العامة تشيد بهذا التحالف الإسلامي العسكري الذي من شأنه أن يكون أداة لتنسيق جهود الدول الإسلامية في مكافحة الإرهاب، وتؤكد دعمها ومساندتها لكل الإجراءات الرامية إلى القضاء على هذه الآفة الخطيرة، بما يعزز الجهود الأمنية المتواصلة التي تبذلها الدول العربية في هذا المجال».