تعاني نحو 136 طالبة من ذوي الاحتياجات الخاصة في الدمام ومحافظة القطيف، من عدم توافر المواصلات. وتسبب إحجام إدارة التربية والتعليم (بنات) في المنطقة الشرقية، عن توفير حافلات تقل الطالبات المكفوفات إلى بعض مدارس الدمج في مدينة سيهات منذ مطلع العام الدراسي الجاري، في تأخر الطالبات دراسياً، نتيجة تفاقم نسبة الغياب، ما اضطر عدد من أولياء الأمور، إلى توصيل بناتهم، على رغم ما يسببه لهم ذلك من تأخير يومي في الوصول إلى مقار أعمالهم، نظراً لبعد المسافة بينها والمدارس، إذ يقيم البعض في القطيف وآخرون في الدمام، فيما تقع مدارس الدمج في سيهات. وتقول الطالبة زهراء التي تدرس في الصف الأول الثانوي، في المدرسة الثانية في سيهات: «إن عدم توافر المواصلات، يضطرني إلى الغياب نحو ثلاثة إلى أربعة أيام أسبوعياً، ما تسبب في ضعف وتردي مستواي الدراسي هذا العام، قياساً في الأعوام الماضية». وأرجعت سبب كثرة غيابها إلى «صعوبة توصيلي من جانب والدي، لارتباطه اليومي في العمل». وتشير والدة إحدى الطالبات، إلى أنه «إضافة إلى ارتفاع أسعار استئجار سائقين، إذ تصل أجرة أحدهم إلى 500 ريال شهرياً، فأنه لا يستمر في توصيل الطالبة أكثر من شهر، متذرعاً ببعد المسافة»، لافتة إلى وجود مشكلة أخرى تواجه السائقين، وهي ضرورة «توفير مرافقة للطالبات الكفيفات في الحافلة التي تقلهن، أسوة في الحافلات التابعة لإدارة التعليم، وهذا ما لا يستطيع البعض توفيره»، مشيرة إلى أن البعض «يصطحب عاملة منزلية، باعتبارها مرافقة». وقالت: «إن هذه المشكلة اضطرت طالبة من الدمام، إلى تحويل دراستها إلى نظام الانتساب». وذكر علي الصفار (والد طالبة كفيفة)، أنه وعدد من الأهالي قاموا في شكل متكرر، بمخاطبة إدارة التربية والتعليم، لحل هذه المشكلة، ولكن «من دون فائدة»، منوهاً إلى أن «أهالي المعوقين في شكل عام، والمكفوفين في شكل خاص، يعانون من مشكلة نقل أبنائهم إلى المدارس والمعاهد»، متسائلاً عن سبب «التأخير في توفير المواصلات لعدد كبير من المكفوفات في برامج الدمج، ومنها على سبيل المثال مدرسة سيهات الثانوية الثانية، إذ لم توفر لهن المواصلات منذ بداية العام الدراسي». ودعا وزير التربية والتعليم، إلى «متابعة الموضوع». وتساءل: «هل التقصير من الوزارة، أم من «تربية الشرقية»؟ وهل يتوجب على المعوقات صرف المكافأة الشهرية على المواصلات؟»، مستغرباً من «توفير الإدارة مواصلات منذ اليوم الأول لجميع المعوقين (الذكور)، وإهمال المعوقات». بدوره، انتقد منسق مركز المكفوفين علي آل غزوي، «مضي نحو عام من دون توفير مواصلات للطالبات المكفوفات». وقال: «إن إدارة التربية والتعليم هي المسؤولة عن توفير المواصلات»، مؤكداً أن هذه المشكلة «تؤثر سلبياً على سير دراسة الطالبات. كما تؤثر على نفسياتهن»، مفترضاً أن يتسبب ذلك في «غياب الطالبات عن الدراسة». ولفت إلى تأثيره أيضاً على أولياء أمور الطالبات. وقال: «إن غالبية أسر الطالبات من الفقراء والمحتاجين. ولا يستطيعون تأمين مواصلات خاصة لبناتهم»، متسائلاً عن السبب الذي يجعل إدارة التعليم «تتباطأ إلى حد الآن في توفير المواصلات». ونفى وجود مبرر واضح لذلك. وأكد أن «نحو 136 معوقة يعانين من عدم توفير المواصلات». وذكر أن أولياء أمور الطالبات «رفعوا عدداً من الخطابات إلى إدارة التعليم، وآخرها كان خطاباً رفعوه قبل بدء الفصل الدراسي الثاني، لكن من دون فائدة»، مشيراً إلى أن الآباء «يضطرون أحياناً إلى تحمل صعوبات توصيل بناتهن، حتى لا تبقى الفتاة في المنزل، لمجرد كونها معوقة».