وصل ثلاثة رواد فضاء من الولاياتالمتحدة وروسيا وبريطانيا، إلى محطة الفضاء الدولية، على متن المركبة الروسية «سويوز» التي أُطلقت من قاعدة بايكونور في كازاخستان، في مهمة تستمر حتى 5 حزيران (يونيو) المقبل. واستغرقت الرحلة أكثر من ست ساعات، قبل التحام المركبة بالمحطة التي تشارك 16 دولة في ملكيتها، وهي مختبر بحثي كلّف مئة بليون دولار، ووُضع في المدار عام 1998، على ارتفاع 418 كيلومتراً فوق الأرض، ويُتوقّع أن يعمل حتى العام 2024. وحملت المركبة القائد الروسي يوري مالينتشينكو والأميركي تيم كوبرا والبريطاني تيم بيك، والذين سينضمون إلى الأميركي سكوت كيلي والروسيَّين ميخائيل كورنيينكو وسيرغي فولكوف. وكيلي وكورنيينكو موجودان في المحطة منذ آذار (مارس) الماضي، في مهمة تستمر سنة. وسيحلّ الرواد الثلاثة مكان ثلاثة آخرين أعادتهم «سويوز» إلى الأرض الجمعة الماضي، هم الأميركي كيل ليندغرين والروسي أوليغ كونونينكو والياباني كيميا يوي. يوري مالينتشينكو هو طيار سابق في سلاح الجوّ الروسي، وخبير في المهمات الفضائية الطويلة، إذ أمضى 641 يوماً في الفضاء، في مقابل 58 يوماً لتيم كوبرا التابع ل «إدارة الطيران والفضاء الأميركية» (ناسا). أما تيم بيك (43 سنة) فكان قائد مروحيات في الجيش البريطاني، وبات أول رائد فضاء بريطاني يتوجّه إلى محطة الفضاء الدولية، وأول بريطاني يُجري رحلة فضائية، منذ هيلين شارمان التي زارت محطة الفضاء السوفياتية «مير» عام 1991، في مهمة خاصة، علماً أن أميركيين من أصل بريطاني شاركوا في رحلات ل «ناسا». وبيك هو ثامن رائد بريطاني يُرسَل في مهمة إلى الفضاء منذ أكثر من 20 سنة، لكنه الأول الذي يمثّل الحكومة البريطانية رسمياً، ويحمل شارة علم بلاده على ذراعه، علماً أنه في مهمة لحساب «وكالة الفضاء الأوروبية»، أُطلق عليها «برينسيبيا»، تيمناً بعملٍ لإسحق نيوتن، وتشمل تجارب علمية على ردة فعل الجسم البشري في الفضاء. كما سيختبر عملية جديدة لصنع الشاي وسط انعدام الجاذبية. وتسمّر ملايين من البريطانيين أمام شاشات التلفزة والكومبيوتر، لمتابعة إطلاق «سويوز»، فيما تجمّع ألفا تلميذ في متحف العلوم في لندن، وهم يحملون أعلاماً بريطانية صغيرة لمشاهدة عملية الإقلاع على شاشة ضخمة. وكتب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون على موقع «تويتر»: «رائعة رؤية تيم بيك ينطلق إلى محطة الفضاء الدولية». أما الحساب الرسمي للملكة إليزابيث الثانية على «تويتر»، فنقل تغريدة ل «وكالة الفضاء البريطانية» مع أمنيات التوفيق لتيم. وكانت الحكومات البريطانية رفضت طيلة عقود، الاستثمار في رحلات فضاء بشرية، مكتفية ببعثات روبوتية، من أجل حصر النفقات. لكن الحكومة رفعت الطموحات الفضائية لبريطانيا في السنوات الأخيرة، اذ أنشأت عام 2010 «وكالة الفضاء البريطانية» التي تحظى بموازنة متواضعة نسبياً تبلغ نحو 320 مليون جنيه إسترليني (485 مليون دولار) سنوياً. وأعلنت الحكومة هذا الأسبوع أول «سياسة فضاء وطني» بريطانية، هدفها الاستحواذ على 10 في المئة من صناعة الفضاء العالمية، وإيجاد مئة ألف وظيفة مرتبطة بالتكنولوجيا المتقدمة، علماً أنها زادت ثلاث مرات إنفاقها في مجال الملاحة الفضائية بحلول العام 2030. وقال صحافي بريطاني لبيك قبل إطلاق «سويوز»: «ستحمل فخر الجميع في الوطن، وحماستهم، لدرجة أنك ربما لن تحتاج إلى وقود للوصول إلى المدار».