في تطور يعكس نفاد صبر الادارة الأميركية من الجمود الحالي في عملية السلام، نقلت صحيفة "واشنطن بوست" أن الرئيس باراك أوباما "يدرس بجدية" طرح خطة سلام لحل النزاع الفلسطيني الاسرائيلي، اطاره البنود الأعرض لاقتراحات سلفه بيل كلينتون في كامب ديفيد ويجري الاعلان عنه الخريف المقبل وكمبادرة شرق أوسطية تربط عملية السلام باستراتيجية أوسع لعزل ايران وانهاء النزاع. ونقل الكاتب ديفيد أغناشيوس في الصحيفة أمس ونقلا عن مسؤولين رفيعي المستوى في الادارة الأميركية أن أوباما يدرس "جديا" طرح خطة سلام أميركية. وتنبثق هذه الخطة من المحادثات في كامب ديفيد في العام 2000 التي رعاها بيل كلينتون والمفاوضات التي تلتها وانتهت في طابا. وأشار أحد المسؤولين بأن أي خطة أميركية جديدة ستستكمل "ما توصلت اليه المحادثات سابقت حول قضايا الحدود، حق عودة اللاجئين الفلسطينيين ومصير القدس"، فيما أكد مسؤول آخر للصحيفة أن "90 في المئة من الخارطة التي تم الاقتراب من الاتفاق عليها في السابق سيبقى اليوم". وتأخذ الادارة في عين الاعتبار الظروف الاقليمية، اذ يؤكد المسؤول بأن التعامل مع ايران سيكون ضمن الخطة ولأن الادارة "تريد نقل الجدل بعيدا عن المستوطنات والقدسالشرقية الى مستوى أعلى يشمل الأردن وسورية ودول أخرى في المنطقة" الى جانب الاسرائيليين والفلسطينيين. وترى الادارة أن "الخطوات التدريجية لم تنجح" وأن واشنطن لا يمكن أن تترك "المشكلة الفلسطينية تتفاقم وأن توفر مادة لايران وباقي المتطرفين." اذ يشير أحد المسؤولين أن الولاياتالمتحدة "كقوة عالمية ذات مسؤوليات عالمية عليها القيام بشيئ". وتعمل الادارة على التحضير للاستراتيجية الجديدة بين مختلف دوائلها كما تشير الصحيفة، وبشكل يشبه استراتيجية أوباما في أفغانستان وباكستان، وقد تسعى للاعلان عن الخطة في الخريف المقبل. وتزايد الحديث عن الخطة، بعد الاخفاقات الاسرائيلية خلال زيارة نائب الرئيس جوزيف بايدن واعلان تل أبيب بناء 1600 وحدة استطانية في القدسالمحتلة. وتتحدث الصحيفة عن اجتماع في البيت الأبيض في 24 آذار (مارس) الفائت ترأسه مستشار الأمن القومي جايمس جونز وشارك فيه ستة من أسلافه في هذا المنصب، بينهم برنت سكوكروفت، زيبغنيو بريجنسكي وساندي برغر ووزير الخارجية السابق كولن باول. وتشير الصحيفة الى أن أوباما دخل الاجتماع بعد ساعة من انطلاقه وطلب من الحاضرين رأيهم في عملية السلام. وكان هناك تأييد من معظم المشاركين بطرح خطة سلام أميركية . ويعطي هكذا توجه نفوذ أكبر لجونز في استراتيجية هو من أبرز المؤيدين لها وتختلف مع نهج المبعوث جورج ميتشل الذي حاول طوال العام الفائت نهجا تدريجيا مبني على حصد تنازلات من الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي تميهدا لاطلاق المفاوضات. ومن المتوقع أن يصل رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الى واشنطن الاثنين المقبل للمشاركة بقمة الأمن النووي. ولم يحدد البيت الأبيض أي اجتماعات له مع أوباما.