خرج محافظ المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني الدكتور علي الغفيص عن صمته وردّ على الانتقادات التي أُمطرت بها إدارته طوال الفترة الماضية من بعض كتاب الصحف، التي اتهمتها بالإسهام في زيادة أعداد العاطلين عن العمل و«تفريخ البطالة»، بوصف هذه الادعاءات بأنها «مجرد حديث مجالس، غير مبنية على أسس علمية». وقال الغفيص في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع وزير الشؤون الاجتماعية أمس في مكتبه رداً على سؤال «الحياة»: «ماذا يعني تفريخ البطالة؟ هذا الكلام غير صحيح وغير مبني على طرح علمي، ويجب على الإنسان إذا أراد أن يتحدث عن أمر ما، أن يبني كلامه على أسس علمية، لا على حديث المجالس»، مضيفاً: «نحن لا نبني رؤانا وآراءَنا على ما يتردد في المجالس». وتابع: «نقول إن الشاب إذا تدرب على مهنة ما، فمجال العمل مفتوح أمامه، ومع ذلك نجد من ينهي برنامجه التدريبي، ولا يريد إلا أن يعمل في جهة حكومية، وهذا بالطبع لا يمكن أن يكون محسوباً على البطالة، لأنه تدرب على مهنة، ويجب أن يعمل بها، ولا سيما أنه لا يزال هناك 7 ملايين عامل وافد في سوق العمل». واعتبر الغفيص جلوس الشاب بعد تلقيه التدريب في مكانه بانتظار الوظيفة أن تأتيه مشكلة، خصوصاً به فقط، وليست مشكلة الجهة التي دربته أو علمته أو هيأت له الفرصة. وأكد الغفيص بعد توقيعه اتفاقاً أمس بين مؤسسة التعليم الفني والتدريب المهني ومؤسسة الملك عبدالله ووالديه للإسكان التنموي أن الاتفاق يهدف إلى جوانب عدة، منها الجانبان الاجتماعي والاقتصادي عبر تدريب وتأهيل شبان وفتيات الأسر المستفيدة من مشروع مساكن مؤسسة الملك عبدالله للدخول في سوق العمل ببعض المهن التي تتلاءم مع السوق. وأشار إلى أن مقار التدريب ستكون موزعة بين مواقع الإسكان وبعض مراكز التدريب التابعة للمؤسسة في مختلف مناطق المملكة، وسيستفيد منها جميع أبناء المستفيدين من مشاريع مؤسسة الملك عبدالله، مؤكداً أن الاتفاق يستهدف الجميع وأنها ستقدم الجودة في التدريب مثل ما هو مقدم في الكليات والمراكز التابعة للمؤسسة. من جهته، قال وزير الشؤون الاجتماعية الأمين العام لمؤسسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لوالديه للإسكان التنموي يوسف العثيمين رداً على سؤال ل«الحياة» إن مثل هذه الشراكات ستسهم بالتأكيد في خفض نسبة الفقر بالمملكة، وأن مؤسسة التعليم الفني والتدريب المهني تعتبر ذراعاً حقيقية لمعالجة الفقر في المملكة بإتاحة الفرصة للشباب الطموح الراغب في العمل. وكشف العثيمين أن اتفاقات عدة ستوقع بين مؤسسة التدريب المهني وعدد من المؤسسات المرتبطة بوزارة الشؤون الاجتماعية، من أبرزها اتفاق مع الصندوق الخيري الوطني لمساعدة الشباب. وأكد أن مؤسسة الملك عبدالله للإسكان ليس هدفها فقط تقديم المساكن وإنما السكن ومعه حزمة من البرامج التنموية ومن ضمنها تأهيل الساكنين على حرف تلاءم سوق العمل عبر هذه الشراكات. وتشمل المذكرة الموقعة أمس بنوداً عدة، أهمها: تنفيذ البرامج التدريبية كبرامج التدريب التطويرية لمهارات محددة ولفترات قصيرة، وبرامج التدريب التأهيلية لمهن محددة، وبرامج التدريب التوعوية والتثقيفية، وبرامج التدريب المشترك المنتهية بالتوظيف، وبرامج دعم مشاريع المنشآت الصغيرة والمتوسطة وحاضنات الأعمال وبرامج التدريب على صيانة المساكن.