شهد عدد من مناطق جنوب اليمن أمس اضراباً عاماً بدعوة من جماعات «الحراك الجنوبي»، بعد يوم من مقتل ناشط جنوبي وابنه في حادث غامض، وأعلنت السلطات اعتقال مطلوبين بتهمة القيام بأعمال تخريبية تمس بالوحدة الوطنية. وكان «مجلس الثورة السلمية في الجنوب» الذي يضم حركات يمنية جنوبية بعضها يدعو الى الانفصال وبعضها الى اقامة فيديرالية بين الجنوب والشمال، دعا الى اضراب عام للمطالبة برفع الحصار الذي تفرضه قوات الأمن على الضالع (280 كلم جنوب صنعاء). وقال سكان في المدينة ان قوات الامن اقامت مراكز مراقبة في محيطها لمنع دخول الناشطين الجنوبيين من مناطق اخرى، فأدى ذلك الى تقييد حركة الاهالي في الدخول الى المدينة والخروج منها. ولقيت الدعوة الى الاضراب تجاوباً واسعاً، خصوصاً في محافظتي الضالع ولحج حيث اغلقت المتاجر ابوابها وشلت الحركة. وذكر موقع «مأرب برس» الالكتروني ان الحركة التجارية توقفت في العديد من المدن الجنوبية مع استجابة السكان لدعوة للاضراب العام. وأقام ناشطون جنوبيون حاجزاً عند مدخل الضالع لمنع الموظفين من الالتحاق بالادارة المحلية، وجرح شرطي اثناء محاولة القوى الامنية فتح الطريق. كما منع المتظاهرون مرور السيارات المحملة بالسلع والمتوجهة من الضالع الى عدن كبرى مدن جنوب اليمن. وفي مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج خلت الشوارع من المواطنين صباحاً، بينما واصل أصحاب المحلات التجارية من أبناء محافظتي تعز وإب ومحافظات شمالية أخرى فتح محالهم وسط المدينة. كما نجح الإضراب في شكل جزئي في مديريات ردفان والحبيلين وطور الباحة والملاح وحالمين التابعة لمحافظة لحج، طبقاً لمصادر محلية. وكان مصدر مسؤول بوزارة الداخلية اليمنية حذر في وقت سابق من مغبة الاعتداء على أصحاب المحال التجارية والقيام بقطع الطريق في بعض مناطق المحافظات الجنوبية لإرغام المواطنين على «الإستجابه لدعوات العصيان المدني التي تقف وراءه قوى مشبوهة معروفة بعمالتها وعداوتها لوحدة اليمن»، بحسب المصدر. وكان عثر على الناشط في الحراك الجنوبي ناجي بن ناجي وابنه صالح مقتولين في مزرعة قات يملكانها في قرية الجليلة بالقرب من الضالع اول من امس. وقالت المصادر ان الحادث جنائي وان اجهزة الأمن القت القبض على الفاعل وأودعته السجن تمهيداً لمحاكمته. لكن موقعاً الكترونياً نقل عن سكان القرية قولهم ان القاتل عضو في قوات الامن المحلية، وان اشتباكات اندلعت بين المسلحين وقوات الامن شمال الضالع بعد الحادثة. وتصاعدت في الاسابيع الاخيرة حدة التوتر بين قوات الامن وانفصاليين جنوبيين يحتجون ضد حكومة الرئيس علي عبدالله صالح، ورافق ذلك حملات اعتقال واسعة وسقوط قتلى في صفوف الجانبين. إلى ذلك، قالت الداخلية اليمنية أمس إن الأجهزة الأمنية بمحافظة لحج ضبطت اثنين من المطلوبين امنياً، مشيرة إلى تورطهما في «أعمال خارجة على القانون». وذكر مركز الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية ان أجهزة الأمن ألقت القبض منذ مطلع الشهر الجاري على عشرة مطلوبين أمنياً لتورطهم في ارتكاب «أعمال اجرامية وتخريبية تمس بالوحدة الوطنية».