أعلنت إسرائيل أمس كشف نفق وصفته بأنه «جديد ومتطور وكبير جداً» و«معد لتفنيذ عمليات استراتيجية»، في وقت قلّل الجناح العسكري في حركة «حماس» من شأن هذا «الإنجاز»، مؤكداً أن النفق قديم ومنهار بفعل العوامل الطبيعية. وأعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي بيتر ليرنر أن النفق «يتوغل مئات الأمتار في الأراضي الإسرائيلية»، مؤكداً أن بناءه كان بهدف تنفيذ «هجوم إرهابي». وأضاف أن النفق بني على عمق «ستة الى ثمانية أمتار»، واستخدمت في بنائه «قطع كبيرة من الإسمنت»، مؤكداً أن «اكتشافه تحقق بفضل الاستخبارات والقوات المنتشرة على الأرض». وتباهت إسرائيل بكشف النفق باعتباره إنجازاً أمنياً «أحبط عمليات إرهابية». وأفادت مصادر عسكرية إسرائيلية أن النفق الذي اكتشف قرب «كيبوتز العين الثالثة» المقام شرق خانيونس جنوب قطاع غزة، يعتبر «من أكبر الأنفاق التي اكتشفت، إن لم يكن أكبرها»، وأنه متقدم وبجودة عالية وجديد، مضيفة أن عمقه يصل الى 20 متراً، وأنه كان معداً لتنفيذ عمليات استراتيجية، لكن لم يعثر على أسلحة بداخله. وأوضحت خلال جولة شارك فيها صحافيون إسرائيليون وأجانب، أن أعمال الحفر بدأت قبل أشهر فقط، وكانت متواصلة فيه حتى الأيام الأخيرة التي سبقت اكتشافه، مشيرة الى العثور على آلات حفر ومولد كهربائي استخدمت جميعها خلال الأيام الأخيرة. وشددت على أن الكثير من الوقت والجهد استثمر في تصميمه وإعداده لعمليات نوعية، مثل الخطف أو تنفيذ هجوم آخر كبير. وقالت ان ما يسمى «شعبة غزة» في الجيش الاسرائيلي زادت من عملياتها أخيراً لرصد الأنفاق باستخدام تقنيات متطورة، كما حدث في اكتشاف النفق العام الماضي. وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إن النفق اكتشف الثلثاء الماضي، ويمتد داخل الأراضي الإسرائيلية، معتبراً ذلك «خرقاً للسيادة الإسرائيلية ولتفاهمات عملية عامود السحاب»، في إشارة الى اتفاق التهدئة مع حكومة «حماس» بعد الحرب الإسرائيلية الاخيرة على قطاع غزة. وأضاف: «هذا النفق الإرهابي كان يهدف الى تنفيذ عملية إرهابية نوعية وكبيرة أحبطت بفعل اكتشافه، بما يعتبر فشلاً ذريعاً لحركة حماس الإرهابية». وتابع: «حماس تتحمل مسؤولية تداعيات مثل هذه النشاطات الإرهابية والمحاولات العدوانية للمس بمواطنينا». غير أن «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، أعلنت أن اكتشاف ما أسمته «نفق المقاومة» يعود الى الأمطار وليس «إنجازاً من العدو». وقال الناطق باسم «الكتائب» الملقب ب «أبو عبيدة» في مؤتمر صحافي مساء أول من أمس في غزة: «على العدو ألا يفرح كثيراً بما يدعيه من إنجازات أمنية، وعليه أن ينتظر عواقب طغيانه... والمقاومة تعرف طريقها جيداً، وتُدرك كيف تجني ثمناً باهظاً من العدو». واضاف ان «هذا النفق للمقاومة وليس حديثاً... واكتشافه جاء بفعل المنخفض الجوي قبل ثلاثة أيام شرق خان يونس جنوب قطاع غزة». وأوضح أن النفق تعرض الى «انهيارات قبل شهرين بسبب العوامل الطبيعية، وقبل ثلاثة أيام بسبب العوامل الطبيعة، ما أدى الى انهياره مجدداً، وهذا الادعاء باطل بأنه تم إحباط عمليه كبيرة».