توصل علماء أميركيون إلى إعادة تشكيل فصيلة من الديناصورات المكسوة بالريش على شكل دجاجة عملاقة كانت تعيش في أميركا الشمالية قبل 66 مليون عام، بالاستعانة بثلاثة هياكل متحجرة. وأطلق على هذا الديناصور اسم "انزو ويليي"، وطوله حتى الوركين 1,5 متر، وهو بطول إجمالي يبلغ 3,5 متر. ويزن 200 إلى 300 كيلوغرام، وكان لديه عنق طويل جداً ومنقار من دون أسنان وعرف مستدير عند الرأس كما ذلك الموجود لدى طير الشبنم الجنوبي، أحد طيور أستراليا من فصيلة النعامة، وذيله كان قصيراً وسميكاً نسبياً وله مخالب قوية عند أطراف أقدامه الطويلة والرفيعة. ويرفع هذا الاكتشاف المعلن الأربعاء لثلاثة هياكل عظمية، الغطاء عن لغر كان يحيط هذه المجموعة من الديناصورات منذ قرابة قرن. فلم يكن لدى العلماء سوى بعض الأجزاء المتناثرة منها. وعثر على المتحجرات في نهاية تسعينيات القرن الماضي في تشكيل هيل كريك الصخري في ولاية داكوتا الشمالية وداكوتا الجنوبية، وهما ولايتان في شمال الولاياتالمتحدة. ومن ذلك الحين، انكب العلماء على إعادة تشكيل هذا الديناصور. وهذه الفصيلة الجديدة المسماة "كيناغناتيداي" تنتمي إلى عائلة ديناصورات "اوفيرابتوروصوريا" المعروفة بفضل متحجراتها التي تمت المحافظة عليها بشكل جيد وعثر عليها في منغوليا والصين. واطلق على هذا الديناصور اسم "انزو ويليي". "انزو" نسبة إلى شخصية من الميثولوجيا السومرية و"ويليي" تيمناً باسم حفيد أحد مدراء متحف كارنيغي للتاريخ الطبيعي في بيتسبورغ في ولاية بنسلفانيا الأميركية حيث موقع الهياكل العظمية الثلاثة المتحجرة. ويوضح ماثيو لامانا الاختصاصي في علم الاحاثة في متحف كارنيغي والمشرف على الاعمال التي قام بها العلماء ونشرت نتائجها مجلة "بلوس وان"، أن هذا الديناصور يعتبر أهم اكتشاف من نوعه لناحية الحال الجيدة لبقاياه. ويضيف "بعد نحو قرن من الأبحاث، عثرنا في النهاية على متحجرات تظهر الشكل الذي كانت عليه هذه المخلوقات من الرأس إلى القدم". وانجز التوصيف المفصل لديناصور انزو ويليي الذي كان على الأرجح يقتات من المواد الحيوانية، بالاستناد إلى ثلاثة نماذج متحجرة سمحت مجتمعة بإعادة تشكيل هيكل عظمي شبه مكتمل. وتمكن العلماء من تحليل تركيبته البنيوية وعلاقاته في مراحل التطور بالمقارنة مع أنواع أخرى من المخلوقات من فصيلة "كيناغناتيداي" نفسها، وهي مجموعة من الديناصورات لطالما شكلت موضع غموض لدى العلماء. وتوضح ايما شاخنر من جامعة يوتا وهي من بين المشاركين في الأبحاث أن "انزو كان نوعا من الدرومايوصوريات العملاقة مع رأس يشبه الدجاجة ومكسو على الأرجح بالريش. لا بد أنه كان مرعباً". وتؤكد أن "هذا الاكتشاف مذهل لأن انزو أكبر ديناصور من عائلة الاوفيرابتوروصوريات يتم إيجاده في أميركا الشمالية". وتوضح الاختصاصية في علم الاحاثة أن "هذه المجموعة من الديناصورات تظهر تشابهاً كبيراً مع الطيور". كما تشير إلى أن ديناصور انزو "واحد من أحدث الاوفيرابتوروصوريات، نظراً لانه كان يعيش خلال حقبة قريبة جداً من انقراض الديناصورات" المنسوب إلى سقوط نيزك قبل 65 مليون عام. ويؤكد العلماء أن اكتشاف ديناصورات من عائلة الاوفيرابتوروصوريات في آسيا وأميركا الشمالية ليس بالأمر المفاجئ لأن هاتين القارتين ارتبط اسمهما بشكل كبير بالحقبة الوسطى (ما قبل 251 مليون عام إلى ما قبل 65,5 مليون عام). لكن مع ذلك، نظراً إلى العدد القليل من متحجرات فصيلة كيناغناتيداي المكتشفة حتى اليوم، هذه الفصيلة كانت بفارق كبير أكثر الديناصورات الغامضة من عائلة الاوفيرابتوروصوريات، وفي الواقع أحد أبرز مجموعات الديناصورات غير المعروفة، وفق ما أكد هانس دايتر سويس امين قسم علم احاثة الفقاريات في متحف سميثسونيان الوطني للتاريخ الطبيعي في واشنطن.